الأحد، 27 نوفمبر 2011

الحرية المسيحية


مفهوم الحرية:
الحرية هى أن أستطيع أن أفعل ما ينبغى أن أفعله.
وهى ليست مجرد كلام، أو شعارات خارجية ظاهرية، ولا حتى مجرد مبادئ يسعى الإنسان لتحقيقها، حيث قد يتحول الحديث عن الحرية والسعى إليها إلى أغلال تكبلنى تكون هى العبودية بعينها. إنما الحرية تنبع أساسا من الداخل.
وهى ليست فعلا تعسفيا أو تصرف أعمى عن اندفاع أو هوى، إنما هى فعل واع مستنير يصدر عن فهم وتدبر للأمور وتعقل لها يستند إلى مبررات ويهدف إلى غايات محددة.
فليست الحرية فوضى، ولا تسيب.

لذلك ترتبط الحرية ببعض الأمور منه:

1- الحرية والقانون:
لم يكن فى وسعنا أن نجتهد فى التحكم فى الكون لو لم يكن له قانون نعمل على اكتشافها لنتمكن من تحقيق مقاصدنا الحرة.
فكل شيء فى الوجود، وإن تمتع بشيء من الحرية إلا أنه يخضع لقانون. وقد يظهر لنا العالم هكذا أنه عالم قاس، ولكنه فى الواقع أفضل لنا لأنه هكذا يمكن الاعتماد عليه إذ يسير حسب قانون وليس متقلبا ويسير بالصدفة. وهكذا يمكننا أن نعرف ما نتوقع.
وكل شيء له حرية كجزء، ولكنه ملتزم فى حدود الكيان الذى هو جزء فيه، ولننظر إلى الإنسان كعالم صغير، فهو مؤلف من مجموعة أعضاء، لكل عضو تكوينه ووظيفته وقوانينه، فالقلب يعمل من حيث هو قلب والكبد يعمل من حيث هو كبد، وهكذا، ولكنه فى عمله ملتزم حدود الكيان الكبير. فالحرية هنا لا تتنافى مع الاتساق العام. وأنت حر فى أن تحرك رجليك ويديك، ولكنها حرية محكومة بما فيهما من عضلات وأعصاب..الخ.
ولاعب الكرة حر فى أن يضرب الكرة كما يشاء وفى أى اتجاه، ولكن حريته هذه محدودة بهدفه مع زملائه وبقوانين اللعبة.
فالقوانين هى التى تنظم حياتنا وتعطى الحرية الحقيقية، والمعنى الحقيقى. وما معنى الحرية بدون صعوبات نجتازها ونتغلب عليها؟ ولذلك أعطيت الوصية.
فحرية الإنسان ليست مطلقة بلا ضابط، إنما هى منضبطة لذلك فهى حياة لها معنى (لها معالم محددة).
ومن كلمات طاغور شاعر الهند العظيم حديث عن وتر الكمان الحر الملقى على منضدة، وغير مشدود إلى الآلة ويظن نفسه أنه حر. ولكن متى وضع فى الكمان، وشد عليها، يخرج نغما له معنى. والبحر لن يكون بحرا بدون شاطئيه، بل سيضيع ولا يكون له وجود.

2- الحرية والمسئولية:
+ الكتاب المقدس يعاملنا كأشخاص مسئولين أخلاقيا، ويضع علينا ضرورة الاختيار:
"أُشْهِدُ عَليْكُمُ اليَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلتُ قُدَّامَكَ الحَيَاةَ وَالمَوْتَ. البَرَكَةَ وَاللعْنَةَ. فَاخْتَرِ الحَيَاةَ لِتَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ " (تث 30: 19) ُ
+ ومسئوليتنا أمام الله جانب من كرامتنا البشرية غير قابل للتحويل إلى الغير. فالإنسان كائن مفكر ذو إرادة، مخلوق على صورة الله ومثاله ومسئول أمام الله. إنها هى التى تميز الإنسان عن باقى المخلوقات. وإذا ألغيت هذه المسئولية اختفى معنى الوجود الإنسانى.
والكتاب يقول: إن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد. وهذا حق، فنحن دائما نحصل على نتائج أعمالنا.
والإنسان حر أن يختار نوع العمل الذى يعمله، لكنه ليس حرا أن يختار النتائج، وهو مسئول عنها.

3- الحرية والتدبير الإلهى:
لفهم الصلة بين التدبير الإلهي والحرية الإنسانية، نقول أنه يجب أن نفرق بين قرار إرادة الإنسان الحرة، وبين النتائج الخارجية لهذا الفعل الحر. فالإنسان حر فيما يتصل بالقرار الذي يأخذه، أما النتائج فهي ترتبط بعوامل أو أسباب أخرى، وهي توجه حسب تدبير الله وعنايته. وهكذا فإن الإرادة الحرة لا تجرح، ولكنها تضبط وينظر إليها من خلال العناية الإلهية.
ولو قلنا غير هذا يكون المعنى أن العالم يسير بلا ضابط.
والواقع أن الله لا يسلب الإنسان حريته ولكنه يستخدم أفعال الإنسان الحرة فى الوصول إلى تحقيق خطته.

4- الحرية والمعرفة:
كما قلنا إن التحكم فى الطبيعة يستلزم معرفة قوانينها.
والطبيب والمهندس لا يكون حرا فى أفكاره وتصرفاته إلا بقدر علمه ومعرفته لما هو بصدده.
فقدرة الإنسان على العمل ترتبط بمعرفته بميدان العمل وما يتعلق به.
مثال الطفل والفنان والورقة والفرشاة والألوان. فإذا أزيلت الموانع من أمام الطفل انطلقت حريته المجنونة تشخبط الخطوط والألوان على الورقة بلا هدف، أما الفنان العارف بأسرار فنه فيستطيع بحريته المقيدة بقواعد الفن وأصوله أن يبدع ما يضاف إلى كنوز الجمال.
ففيما يعرفه الإنسان يكون حرا. وفيما لا يعرفه تقيد حريته (محاورة ليزيس لأفلاطون حيث ليزيس السيد لا يستطيع أن يركب الخيل إلا فى حدود تعليمات السايس وهو عبد لديه).

5- الحرية والصراع وتحقيق الذات:
حرية الإنسان لا تنفصل عن تحقيقه لذاته، وهذه عملية شاقة وصراع مستمر فى حركة دائمة للبلوغ إلى الحرية.
وداخل هذه الحركة نميز مرحلتين: التحرر، والحرية.
فالطفل تخضع حياته فى بدايتها للجبرية التى تتحكم فى الحيوان " مبدأ اللذة هو الذى يقود سلوكه ". ثم يبدأ يتفتح ذهنه لاعتبارات أخرى غير اللذة فيقولا " لا " لميوله وهنا تبدأ لحظة التحرر، حيث يقدر على اختيار بعض القيم الروحية فيتحرر تدريجيا من عبوديته الأولى (التناول والأكل).
والعبد الحقيقى هنا هو من يؤثر أن يظل رازحا تحت نير العبودية.
فالحرية تتطلب صراعا شاقا ضد الذات نفسها.
وهذا ينطبق على الطفولة الروحية والحرية الروحية أيضا " لما كنت طفلا...".

6- الحرية والفكر:
حرية الإنسان فى حقيقتها حرية فكر. حيث يبدأ الاختيار من اختيار موضوع التفكير، وحيث يستطيع الإنسان أن يوجه أفعاله بأن يوجه أفكاره. وكما يقول توما الإكوينى: بإنعام النظر فى بعض الأفكار والعمل على إطالة أمدها يستطيع الإنسان أن يوجه مجرى الشعور وبالتالى يحدد الأفعال.
فحريتنا تنحصر أولا وقبل كل شيء فى اختيارنا لموضوع أفكارنا:
مستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح  (2 كو10: 5)
ولذلك نصر على قراءة الإنجيل والكتب الروحية..

7- الحرية والإرادة والرغبة:
ينبغى أن نفرق بين الإرادة والرغبة. وليست الحرية أن يفعل الإنسان كل ما يرغب، بل غالبا ما لا يكون الإنسان حرا إلا فى اللحظة التى يتوصل فيها إلى أن يريد شيئا لا تتطلبه رغبته، بل على الرغم من تلك الرغبة. فالإرادة هنا تكون غلبة على الرغبة والحرية هى فى إتمام الإرادة (الرغبة فى التملك والتخلى عن الملكية، الرغبة فى الطعام والصوم، الرغبة فى الانتقام وإرادة التسامح) ويستلزم هذا مع حرية الإرادة (إرادة الحرية) أى أن يريد الإنسان أن يتحرر مما هو مستعبد له.

8- الحرية والفعل:
من شأن الإرادة أن تستحدث أعمالا مرئية تعمل على تحقيقها فى العالم المادى، وهذه الأعمال تصبح حقائق فى نظر الآخرين.
والفعل هو الذى يخلع على الذات معناها ويكشف قيمتها الحقيقية "الإيمان والأعمال" و "من ثمارهم تعرفونهم".

9- مراحل الحرية:
معنى الحرية للإنسان أن يختار بنفسه مصيره الخاص، أى أن يختار ما يكونه. حيث يتميز الإنسان عن سائر المخلوقات (فالبذرة التى تنطوى على إمكانيات الشجرة الكبيرة والتى متى توفرت لها الظروف فبالضرورة تحقق ما تنطوى عليه من إمكانيات، بلا اختيار)
ولا يستطيع الإنسان أن يختار ما يريد أن يكونه مرة واحدة وإلى الآبد، بل فى تدرج ونمو مستمر.

10ـ الحرية والإيمان:
الله يحترم حرية الإنسان، ويحبه. يمكن للإنسان أن يرفض الله، ولكن لا يمكن لله أن يرفض الإنسان. يمكن للإنسان أن يكتفى بذاته ولكن الله عطاء كله. يمكن للإنسان أن يترك البنوة ولكن الله لا يمكن أن لا يكون أبا.
ولكن قبولى لله (بحريتى) يفترض أن أقبل بأن وجودى عطية من الله ولو كان لى سلطان بأن أستخدم هذه العطية كما أشاء وأن أحولها، إذا أردت، ضد معطيها.
قبولى لله يعنى اعترافى بأن لى مقياسا ومرجعا ولو أعطيت سلطانا بأن أضرب بهذا المقياس وهذا المرجع عرض الحائط.
قبولى لله يعنى أننى لست مالكا لذاتى ولو أعطيت سلطة التصرف بذاتى كما أشاء.
قبولى لله لا ينفى حريتى ولكنه يعنى أن هذه الحرية ليست غاية بحد ذاتها.
إن كونى مخلوقا لا ينزع منى وجودى، إنما ينزع منى امتلاك هذا الوجود. فما ينزع منى هو إرادتى بالاكتفاء الذاتى. فإيمانى بالله صليب للنرجسية الروحية.
لذلك فالحرية ليست فقط حقا أوتيناه، إنما هى واجب يطالبنا به الله الذى لا يريد أن يقيم علاقة إلا مع بشر أحرار. ليس الإنسان شيئا بالنسبة لله، فالله لا يريد تشييء الإنسان.
والحرية الأصيلة تعنى تحرير الإنسان من كل أغلاله. فأن أكون حرا يعنى أن أحطم قيودى وأتخلص من محدوديتى وأحقق ذاتى على أكمل وجه. ولكن، وعلى المستوى الإنسانى، الإنسان لا يحقق ذاته إلا بالآخر، كالرجل الذى يكتمل بالآبوة، والمرأة التى تكتمل بالأمومة، إذا عاشاها فى أصالتها المعطاء. وبالأحرى الصحيح على المستوى الإنسانى صحيح بالأكثر بالنسبة لعلاقة الإنسان بالله، فلا يحقق الإنسان ذاته إلا بذلك الآخر الإلهى الذى منه يستمد كيانه. فرفض الإنسان لله يعنى انفصاله عن جذور كيانه وينبوع وجوده.
وحرية الزهرة لا تتحقق بأن تستقل عن الجذع فتذبل، بل أن تتصل به صميميا، حيث تحقق ملء وجودها كزهرة. وحرية السمكة ليست بأن تخرج من الماء الذى يكتنفها، بل أن تبقى ملازمة له. هكذا فالإنسان يجد حريته الحقة فى عودته إلى القوة التى أعطته الحياة والتى تعطيه إياها باستمرار فى العمق. فاتجاه الله نحو الإنسان هو وحده الذى يمنح الإنسان الحرية الحقة لأنه وحده يمده بطاقة تمكنه من تحقيق ذاته كليا.
ولقد ميز القديس أوغسطينوس بين الحرية الصغرى والحرية الكبرى، فالأولى هى حرية الاختيار، أما الثانية فهى الاتحاد بالله. وقال أحدهم أن الحرية الحقة هى " قدرة على الاختيار فى خدمة قدرة على الاكتمال ".
وإذ يقول بولس الرسول:
"لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضاً سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ". (رو 8: 21)
يعنى أن الآبناء متصلون بالله دون أن يكون ارتباطهم الصميمي به أى أثر للعبودية. ذلك أن الله ليس كيانا غريبا مفروضا على كيانهم، بل إنهم به، وبه وحده، يجدون ذواتهم. فالله هو الكائن المتعالى كليا، ولكنه فى نفس الوقت أقرب إلى الإنسان من ذاته، حتى أن الإنسان لا يقترب من ذاته الأصيلة محققا كل طاقاته، إلا بمقدار اقترابه من الله.
الله وحده يحرر الحرية، شرط أن نعرفه على حقيقته كما كشف ذاته لنا فى السيد المسيح، عطاء كليا وانعطافا غير متناه، لا ملغيا وجودنا بل مؤكدا له بإمداده من وجوده، لا مبطلا حريتنا بل داعيا إيانا إلى الاشتراك فى حريته بأن نعرفه فيحررنا.
الله لا يشاء تحقير الإنسان، بل كما أن الآب الجدير بهذا الاسم يسر بأن يصبح ابنه مثله مكتمل الرجولة، هكذا شاء الله أن يجعلنا شركاء طبيعته وأن يعاملنا معاملة المثل للمثل.
ولقد أتى المسيح لا كإله كلى القدرة كما ننتظره بل كإله وإنسان، كأخ لنا، متضامن معنا فى أخطائنا، وبدون أى قدرة سوى قدرة الحب الذى يبذل نفسه ويخلص.
هذا الاحترام الإلهى لحرية الإنسان يحدد طبيعة الإيمان. فالإيمان يقين ولكنه يقين حر. ذلك أن الله يريد أن يقبل الإنسان إليه تلقائيا، لا مغلوبا على أمره، لذا فعوض أن يفرض وجوده علينا يحتجب لكى يتسنى لنا أن نقبل إليه بحرية الحب.
السيد المسيح الذى هو موضوع إيمان وحب، لا يظهر بشكل يغتصب الإيمان. إنما يظهر بشكل عبد يموت ميتة شائنة. لذا يلزم اختيار حر وحب مقدام ليرى المرء فى صورة المسيح، العبد المهان، القدرة الجليلة لابن الله.

11-  الحرية وحدودها الإنجيلية:
كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ. (1كو 6: 12)
كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لاَ يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ شَيْءٌ (1كو 6: 12)
كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي (1كو10: 23)
إِنْ كَانَ طَعَامٌ يُعْثِرُ أَخِي فَلَنْ آكُلَ لَحْماً إِلَى الأَبَدِ لِئَلاَّ أُعْثِرَ أَخِي. (1 كو 8: 13)

السبت، 26 نوفمبر 2011

موسي النبي


1- هو ابن عمرام بن قهات بن لاوي(137سنه) وامه (عمته) يوكابد بنت لاوي

2- بعد الولاده خباته امه 3 شهور وعندما لم تستطتع ان تخفيه اكثر وضعته في سلة و وضعته علي حافة النهر فراته ابنة فرعون فتعلقت نفسها بالطفل العبراني وكانت اخته تراقب الموقف من بعيد فذهبت اليها وسالتها هل تاتيها بمرضعه من العبرانيات لارضع الطفل , فاتت الطفله (مريم النبيه) بامها الي ابنة فرعون فطلبت منها ابنة فرعون ارضاع الطفل واحضاره اليها , ولما كبر اعادته اليها فاطلقت علية اسم موسي (المنتشل من الماء).

3- وفي انتهاء ال40 سنه الي قضاها موسي في حياه موسي في قصر فرعون ذهب ليفتقد اخوته وشاهد الرجل المصري (من رؤوساء التسخير) يضرب الرجل العبراني فقتل المصري وطماه في الرمل , وفي اليوم التالي خرج موسي فرأي رجلان عبرانيان يتخاصمان وحاول الاصلاح بينهم فصاح احدهم به ايريد قتله كما قتل المصري , وعند سماع فرعون بالامر هرب موسي الي برية مديان.

4- وفي هروب موسي في مديان أنجد موسي بنات كاهن مديان (يثرون-رعوئيل) من الرعاه واستقي غنم ابيهن وعادوا مسرعين الي بيتهم فامرهم ابوهم ان يدعوا الرجل لياكل معهم , فارتضي موسي ان يسكن معه واعطاه ابنته صفورة زوجة له فانجبت ابناه جرشوم واليعازر.

5- وبعد مرور 40 سنه اُخر ظهر ملاك الرب لموسي وهو يرعي غنم حماه في جبل حوريب جبل الرب وراي موسي عليقه تشتعل ولا تحترق , فكلمه ملاك الرب من العليقه واخبره ان الله يريد ان يرسله الي مصر لانقاذ اسرائيل من عبودية فرعون واخراج الشعب من مصر فاعتذر موسي عن هذا العمل , فاعطاه الله علامات لكي يؤمن بها الشعب : الاولي ان يطرح عصاه في الارض فتصير حيه , والثانيه ان يدخل يده الي عبه ويخرجها فكانت يده برصاء فادخلها مرة اخري واخرجها فعادت سليمة مره اخري , واذا لم يصدق بني اسرائيل هاتان المعجزتان ان ياخذ موسي من ماء النهر ويصبه علي الارض فتصير الماء دما ً , فاعترض موسي مرة اخري وطلب من الله ان يرسل غيره , فاقترح الله عليه ان يكون هارون هو المتكلم وموسي هو السيد له.

6- فطلب موسي من يثرون حماه الي ان يذهب الي مصر ليتفقد اخوته وفي الطريق لاقاه ماك الرب واراد قتله لانه لم يختن ابنه الصغير فاسرعت زوجته وختنته فنجا موسي من الموت (واعاد موسي زوجته وابنيه الي حماه مرة اخري بعد ختان الصبي او بعد لقاء هارون اخيه ولكنها عادت كما ذُكر في ص18) .

7- واستقبل هارون موسي في البريه فاخبره بجميع كلام الرب فذهبوا الي شيوخ الشعب وكلموهم بما قاله الرب وصنع موسي جميع الايات امام الشعب , فامن الشعب .

8- في بدايه الاصحاح الخامس دخل موسي وهارون الي فرعون (منفتاح ابن رمسيس الثاني) وطلبا منه ان يطلق اسرائيل ليعبد الله لئلا تصاب مصر بالوباء او بالسيف , فرفض فرعون واعتبرهم يلهيان الشعب عن اعماله , فأمر فرعون المسخرين ان يزيدوا العبئ علي العبرانين والا يعطوهم التبن في صناعة اللبن , فزاد الشغل علي العبرانيين وشدد مسخرو  الشعب علي المدبرين العبرانيين حتي ضربوهم لزيادة الانتاج , فاتي مدبرو الشعب الي فرعون كي يخفف عنهم ضغط العمل ,وفي خروجهم قابلوا موسي وهارون فكلموهم بشده واتهموهم انهم سبب البليه هذه , فصلي موسي الي الله لانه قلق علي شعبه بسبب سوء معاملة الملك لهم.

9- في الاصحاح السادس يكلم الله موسي ويطمئنه انه سوف ينقذ الشعب من يد فرعون من اجل ابراهيم واسحاق ويعقوب , وامر الله موسي ان يدخل لفرعون ويطلب منه ان يطلق اسرائيل فاعتذر موسي ايضا فطلب الله من موسي ان ياخذ هارون معه .

10- في الاصحاح السابع حدد الوحي عمر موسي 80 عام واخوة هارون 83عام ودخل موسي وهارون للمرة الثانيه الي فرعون وطلب منه ان يعملا العجائب التي يعملها موسي امام فرعون ليؤمن ولكنه لم يؤمن فضربه الرب بالضربات العشر.

11-  الضربات العشر.
        1- تحويل ماء النيل الي دم. خر7: 14- 25          2- ضربة الضفادع. خر8: 1-15
        3- ضربة البعوض. خر8: 16-19                   4- ضربة الذبان. خر8: 20-32
        5- ضربة المواشي. خر9: 1-7                       6- ضربة الدمامل. خر9: 8- 12
        7- ضربة البرد. خر9: 13- 35                      8- ضربة الجراد. خر10: 1-20
        9- ضربة الظلام. خر9: 21- 29                    10- ضربة الابكار. خر12: 29-30

12- طلب موسي من الشعب العبراني ان يجهز خروف الفصح ويذبحوه ويرشوا دمه علي القائمتين والعتبه العليا حتي لا يدخل الملاك المهلك الي بيوت العبرانين , الي ان جاء الملاك المهلك وقتل كل ابكار المصرين وكل المواشي , فدعا فرعون موسي وهارون وطلب منهم ان يخرجوا من ارض مصر وطلب منهم ان يباركوه.

13- طلب موسي من الشعب ان طلبوا امتعه من المصريين فضة وذهب وثياب.

14- بدايه الخروج من من رعمسيس (مكان صان الحجر بالشرقيه) الي سكوت (بحيرة التمساح شمال السويس) وكان عدد الشعب 600 مائة الف من الرجال فقط اما العدد الاجمالي فكان 2 او 3 ملايين واقاموا في مصر430 سنه , وبدل من ان يذهب العبرانيين الي ارض فلسطين ادارهم في البرية حتي لايروا حربا فيرجعوا الي مصر , واخذ موسي عظام يوسف معه.

15- ثم ارتحلوا من سكوت الي ايثام وهي (تبعد اثني عشار ميلا شمال غربي السويس) وكان الرب يقود الشعب نهارا ً في صورة سحابه وفي الليل في صورة عمود نار , وبدل من ان يكمل الشعب طريقه شرقا ً الي طريق فلسطين , وامرهم الله ان ينزلوا في فم الحيروث (تبعد عدة اميال عن السويس) وهي بين مجدل (مكان تل المسخوطه شمال الاسماعليه) وبين بعل صفون (شمال غرب السويس).

16- سعي فرعون وراء اسرائيل وادركهم فتذمر بني اسرائيل واعتقدوا ان هذه النهاية واشتكوا علي موسي انا هذه الرجل العظيم فوحده انتظر خلاص الرب وقال " الرب يقاتل عنكم وانتم تصمتون" وقال الرب "مالك تصرخ الي قل لبني اسرائيل ان يرحلوا".

17- رفع موسي عصاه وشق البحر بناءا ً علي امر الله وانتقل ملاك الله من امام اسرائيل الي خلفه وكذلك عمود السحاب انتقل خلفهم ودخل بين عسكر اسرائيل وعسكر اسرائيل فلم يقترب هذا الي ذاك طول الليل واجري الرب ريح شرقيه طول الليل حتي شقت البحر الاحمر وجففت ارضه فدخل بنو اسرائيل وتبعهم عسكر المصريين فازعج الرب المصريين في طريقهم وقالوا "الرب يقاتل المصريين عنهم" , فامر الرب موسي ان يمد يده علي البحر ليرجع الي اصله وحاول المصريين الهرب فاغلق الرب البحر عليهم في وسط البحر فماتوا غرقًا في البحر الاحمر.

18- بعد العبور العظيم للبحر الاحمر رنم بنو اسرائيل بقياده قائد موسي (الهوس الاول في تسبحة نصف الليل) وتنقسم هذه التسبحة الي جزئين: الجزء الاول يتحدث عن عمل الرب وخلاصه العظيم وانقاذه شعبه, واهلاك اعدائه وان الرب علي الهة الشعوب. الجزء الثاني يتضمن نبوات عن دخول بني اسرائيل ارض كنعان وارتعاد الشعوب القديمة منهم وانتصار اسرائيل علي هذه الشعوب.

19- ثم رحل بني اسرائيل من بحر سوف (الاحمر) وخرجوا من برية شور (شمال شبة جزيرة سيناء)وداروا لمدة ثلاثة ايام ولم يجدوا ماء الي ان وصوا الي ماره (مراره) ولم يقدروا ان يشربوا من مائها لانه كان مر (لذا ديعت ماره) وتذمر الشعب علي موسي لعدم وجود ماء الشرب, فصلي موسي الي الرب فاراه شجره طرحها في الماء فتحول الماء الي ماء عذب (نلاحظ ان اول ضربة للمصرين هي تحويل الماء الي دم واول معجزة في البرية مع الشعب الاسرائيلي هي تحويل الماء المر الي ماء عذب واول معجزات العهد الجديد هي تحويل الماء الي خمر في عرس قانا الجليل) الي ان وصلوا الي ايليم (بمعني اشجار وهي جنوب مارة)وهناك وجدوا اثني عشر عين ماء وسبعين نخله.

20- ثم ارتحلوا الي برية سين (غرب برية سيناء) وفي البرية تذمر بنو اسرائيل بسبب الجوع ووعدهم الرب ان يمطر اليهم المن (الخبز) من السماء صباحًا والسلوي (اللحم) مساءًا, واعطاهم وصية لينفذوها(ليمتحن ايمانهم) ان يلتقطوا مئونة كل يوم بيومه ولا يبقوا منه شئ الي الغد, وفي اليوم السادس يلتقطون كميه مضاعفه حتي لا يخرجوا يوم السبت, ونلاحظ ان المن استمر نزوله طوال 40 عام اما السلوي فنزلت لمده شهر (عندما تذمروا في تبعيره) واوضح موسي للشعب ان تذمرهم ليس علي عليه وانما علي الرب.

21- قال موسي لهارون ان ياخذ قسط واحد ويضع فيه ملء العمر(مقدار ما ياكله الشخص في اليوم) من المن ويضعه امام الرب, ووضعه هارون امام الشهاده للحفظ, المن كان يرمز للسيد المسيح, اعطاء المن كان لتدريبهم علي الايمان والاتكال علي الرب والطاعة للوصية, التقاط المن يتم قبل الفجر لكي يبكروا في عبادة الرب.

22- ارتحل بني اسرائيل الي رفيديم  (راحات او متسعات وموقعها وادي فيران او وادي الشيخ) ولم يكن هناك ماء للشرب فخاصم الشعب موسي فاعترض عليهم موسي وقال "لماذا تجربون الرب" (خر17: 2), فصرخ موسي الي الرب مصليًا كيف يتصرف مع الشعب لانهم كادوا يرجموه.

23- الله الطبيب النفسي الاول حينما طلب من موسي ان يمر قدام الشعب ويمشي بين صفوفهم كي يسند ضعفهم ويشددهم ويهدئ ثورة غضبهم ويقدم لهم الارشادات والنصائح ويذكرهم باعمال الله مواعيده, وشيوخ الشعب الذين مروا مع موسي هم الذين سيكونون شهودًا علي المعجزه, واوصي الرب موسي ليضرب الصخرة بالعصا في حوريب (اسم جبل سيناء والارجح ان اسم المنطقة الجبلية كلها) فيخرج منها الماء, دعي هذا المكان مسه (مخاصمة) و مريبه (تجربة).

24- "واتي عماليق وحارب اسرائيل في رفيديم" (خر17: 8) عماليق هم نسل عيسو من ابنه أليفاز وهم سكان جنوب فلسطين وسوريا (وبينهم وبين اسرائيل عداوة ربما ترجع الي البكورية التي اخدها يعقوب من عيسو) وربما ظنوا ان اسرائيل سيعتدي علي ممتلكاتهم واموالهم, وقال موسي ليشوع انتخب رجالاً لمحاربة عماليق وموسي يقف علي التله ويرفع يده ومعه العصا(ويعاونه هارون وحور) فاذا رفع يده ينتصر اسرائيل واذا خفضها عماليق يغلب وكان رفع العصا بيد موسي تاكيد علي ايات الله التي تمت, وكانها كعلم روحي يحمس الشعب الاسرائيلي علي الانتصار في المعركة, حين تعب موسي من رفع يديه اجلساه علي صخرة ودعما يداه بايديهما حتي غروب الشمس (نلاحظ اثناء الحرب ان البعض يقاتل والبعض يصلي), بعد الانتصار بني موسي مذبح للرب حتي يقدم عليه ذبائح الشكر والتمجيد.

25- يشوع بن نون هو من سبط افرايم واسمه القديم يهوشع اي "يهوه يخلص" وكان من الجواسيس الذين تفقدوا ارض كنعان, وقد غير موسي اسمه في عد13: 16 وقد عُين بعد ذلك كقائد للشعب.

26- اخذ يثرون ابنته زوجة موسي و اولاداه جرشوم واليعازر واتي الي موسي, فقص موسي عليه جميع ما حدث لفرعون وشعبه علي يدي الرب, وقدم يثرون كاهن مديان ذبائح سلامة وشكر لله واتي هارون وشيوخ الشعب واكلوا معه, واقترح علي موسي ان يقيم رؤوساء الوف و رؤساء مئات و رؤساء خمسين و رؤساء عشرات, فيقضون للشعب كل حين, والقضايا الكبيرة يجيئون بها اليك.

27- ارتحل الشعب من رفيديم الي برية سيناء (الجزء المتوسط من شبة جزيرة سيناء) فطلب الرب من موسي ان يصعد علي الجبل (جبل سيناء) وهي اول مره يصعد فيها موسي " رايتم ما صنعت بالمصريين و انا حملتكم على اجنحة النسور و جئت بكم اليَّ" (خر19: 4) واعطي الرب الشعب وصية كي يحفظ وصاياه ويكونون له مملكه كهنه وامه مقدسه, وحين نزل جمع الشعب اليه واخبرهم بجميع وصايا الله فوافق الشعب علي كل ما امر به الرب, فصعد موسي الي الجبل مره اخري ليرد للـه كل كلام الشعب, ولكي يؤيد الرب موسي اكثر اخبره بانه سيظهر في السحاب.

28- واستعد الشعب ليري مجد الله (تجلي الرب) كما امر موسي وعمل الحدود والحواجز حتي لا يمس اي شخص او حيوان الجبل, وفي اليوم الثالث حدث بروق ورعود وسحاب ثقيل علي الجبل فاخرج موسي الشعب من المحله لملاقاه الرب فوقفوا اسفل الجبل, ولما تجلي مجد الرب علي جبل سيناء دعا موسي للصعود, فقال الرب لموسي انزل حذر الشعب من مس الجبل فيموتوا وامر ايضا ان يتقدس الكهنه الذي يتقربون الي الرب ايضا, واخيرا طلب الرب من موسي ان ينزل وينفذ ما طلبه منه ويصعد معه هارون.

29- ثم تكلم مع موسي بالوصايا العشر:
1-         انا الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبوديه
2-         لا تصنع لك تمثالا منحوتا و لا صورة ما مما في السماء من فوق و ما في الارض من تحت و ما في الماء من تحت الارض, لا تسجد لهن و لا تعبدهن لاني انا الرب الهك اله غيور افتقد ذنوب الاباء في الابناء في الجيل الثالث و الرابع من مبغضي, و اصنع احسانا الى الوف من محبي و حافظي وصاياي.
3-         لا تنطق باسم الرب الهك باطلا لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا.

4-         اذكر يوم السبت لتقدسه, ستة ايام تعمل و تصنع جميع عملك, و اما اليوم السابع ففيه سبت للرب الهك لا تصنع عملا ما انت و ابنك و ابنتك و عبدك و امتك و بهيمتك و نزيلك الذي داخل ابوابك, لان في ستة ايام صنع الرب السماء و الارض و البحر و كل ما فيها و استراح في اليوم السابع لذلك بارك الرب يوم السبت و قدسه.

5-         اكرم اباك و امك لكي تطول ايامك على الارض التي يعطيك الرب الهك.
6-         لا تقتل.
7-         لا تزن.
8-         لا تسرق.
9-         لا تشهد على قريبك شهادة زور.
10-    لا تشته بيت قريبك لا تشته امراة قريبك و لا عبده و لا امته و لا ثوره و لا حماره و لا شيئا مما لقريبك.

30- خاف الشعب من منظر الرعود والبروق والجبل يدخن, وطلبوا من موسي ان يخبرهم بكل كلام الرب, فاخبرهم موسي ان لا يخافوا, فتكلم موسي معمهم بكل ما قاله الرب.

31- ثم اعطي الله الشعب العبراني الشرائع التي يمشون بها:
شراء العبيد والاماء من العبرانيين, شرائع للقتل, اهانه الابوين, وسرقة الانسان, الاعتداء بالضرب, احكام العبيد واسقاط الجنين, بخصوص الحيوانات المؤذية, او الحيوانات التي يصيبها اذي, احكام بشان السرقه, بشان المحافظة علي حقوق الاخرين, بشان المحافظة علي حقوق الاخرين, احكام بشان الودائع والاشياء المعاره, بشان مراودة العذاري, احكام بشان السحر والسلوك في القداسه وعدم الاشراك باللـه, الامر بالرفق بالغريب والارمله واليتيم والفقير,بشان اكرام اللـه والرؤساء والملوك في القداسه, الحث علي اتباع اللـه, بشان محبة الاعداء, بشان اتباع الحق والنهي عن اخذ الرشوة, بشان الغرباء, بشان السنه السابعه واليوم السابع وحفظ اقوال الله,.

32- الاعياد التي يظهر فيها جميع الشعب امام اللـه هي : عيد الفطير او الفصح, عيد الحصاد (سمي عيد الخمسين او البندكستي), عيد الجمع (المظال او الشكر), وفي هذه الاعياد لا يظهروا فارغين, وفي اخر هذه الوصايا وعدهم الرب باسال ملاك حقيقي لحراستهم وقيادتهم الي كنعان, وامر الرب موسي بصعود هارون وناداب وابيهو وسبعون من شيوخ اسرائيل اما الشعب فلا يصعد.

33- نزل موسي الي الشعب وقال لهم كا ما امره الرب فوافقوا عليه, كلف موسي الشباب بتقديم الذبائح للرب واخذ موسي نصف الدم ووضعه في الطسوس والنصف الاخر رشه علي المذبح, واخذ كتاب العهد الذي كتبه وقراه علي الشعب ورش الدم الذي في الطسوس علي الشعب وقال لهم هذا هو دم العهد الذي قطعه الرب بينه وبينكم علي جميع هذه الاقوال.

34- ثم صعد موسي وهارون وناداب وابيهو وسبعون من شيوخ اسرائيل الي الجبل وشاهدوا الله المتجلي, وامر الرب موسي ان يصعد الي الجبل اكثر لياخذ لوحي الحجاره والشريعه, فنزل موسي بشيوخ اسرائيل الي الشعب في المحله وعين هارون وحور ليحكما الشعب وتقدم موسي ومعه يشوع خادمه الي الجبل, وحل مجد الرب علي الجبل كنار آكله علي راس الجبل, وظل موسي اربعين يوم واربعين ليله.

35- وطلب الرب من موسي ان يقدم الشعب تقدمات لبناء الخيمه مثل: ذهب وفضة ونحاس, اسمانجوني وارجوان وقرمز وبوص وشعر ومعزي, وجلود كباش وجلود تخس وخشب سنط, زيت مناره واطياب لدهن المسحه وللبخور عطر, حجارة جزع وحجارة ترصيع.

36- خيمة الاجتماع (شرح الرب لموسي كيف تصنع)

37- اختيار هارون وبنيه الاربعه لخدمة الكهنوت ناداب وابيهو وألعازر وإيثامار, وقد خصهم اللـه بزي معين رداء او الافود (ثوب خارجي), الصدره, جبة الرداء (الثوب الثاني الذي يلبس تحت الافود), الاكليل او العمامه, القميص والمنطقه.

38- ثم شرح الوحي تقديس هارون وبنيه في الاصحاح 29
و هذا ما تصنعه لهم لتقديسهم ليكهنوا لي خذ ثورا واحدا ابن بقر و كبشين صحيحين, و خبز فطير و اقراص فطير ملتوتة بزيت و رقاق فطير مدهونة بزيت من دقيق حنطة تصنعها, و تجعلها في سلة واحدة و تقدمها في السلة مع الثور و الكبشين, و تقدم هرون و بنيه الى باب خيمة الاجتماع و تغسلهم بماء, و تاخذ الثياب و تلبس هرون القميص و جبة الرداء و الرداء و الصدرة و تشده بزنار الرداء, و تضع العمامة على راسه و تجعل الاكليل المقدس على العمامة, و تاخذ دهن المسحة و تسكبه على راسه و تمسحه, و تقدم بنيه و تلبسهم اقمصة, و تنطقهم بمناطق هرون و بنيه و تشد لهم قلانص فيكون لهم كهنوت فريضة ابدية و تملا يد هرون و ايدي بنيه.

39- تعيين الرب بصلئيل بن اوري بن حور من سبط يهوذا واهولياب بن اخيساماك من سبط دان.

40- ثم نزول موسي من الجبل.

41- لما راي الشعب ان موسي ابطا في النزول اجتمعوا علي هارون وطلبوا منه ان يصنع لهم اله يسير امامهم, فجمع هارون منهم الحلي الذهب وصنعه بالازميل عجلا ذهبيا وبني مذبحا امامه وقال للشعب غدا عيد للرب, وقال الرب لموسي ان ينزل الي المحله ليري الشعب الذي فسد سريعاً "شعب صلب الرقبه"(خر32: 9), طلب الرب من موسي ان يفني هذا الشعب ولكن موسي ذكره بكم صنع معهم من معجزات وكم احب ابراهيم واسحاق ويعقوب.

42- وانصرف موسي من امام الله ونزل الي المحله, فسمع يشوع صوت هتاف في المحله فقال لموسي صوت قتال فقال موسي انه صوت غناء, وعندما اقترب موسي من المحله انه راي العجل الذهبي والرقص انه طرح لوحي الشريعه, فاخذ العجل الذي صنعوه واحرقه بالنار وطحنه وذره علي وجه الماء, ثم وبخ اخاه هارون فتعلل بان الشعب شرير وانه طرح الذهب في النار فخرج العجل.

43- فوقف موسي في باب المحله وقال من منكم امين للرب فلياتي الي فاجتمع اليه اغلب رجال سبط لاوي, وامرهم موسي ان يقتلوا زعماء الفتنه, فوقع في هذا اليوم 3000 رجل اي نسبة 1: 200, وصعد موسي الي الرب مرة اخري حتي يكفر عن خطايا الشعب, وطلب موسي من الرب ان يغفر خطيتهم او ان يمحه معهم, فقال الرب من اخطا اليّ امحوه من كتابي وقال الرب بانه سوف يفتقد الخطيه  في الشعب رغم شفاعة موسي.

44- وقال الرب بانه سوف يرسل ملاكاً امام الشعب ولا يصعد هو معه حتي لا يُفني الشعب في الطريق, طلب الرب من موسي ان يخلع الرب الزينه (دليل علي الحزن).

45- ثم نصب موسي خيمة الاجتماع خارج المحله, وكان الرب يكلم موسي وجها لوجهه ثم يرجع موسي الي المحله فكان يشوع بن نون لا يبرح المحله, نلاحظ الاتي كان هناك خيمتان المؤقته اقيمت خارج المحله وكان يشوع بن نون هو خادمها, والخيمة الثابته اقيمت وسط المحلة ويقوم بحراستها وخدمتها اللاويين.

46- وقال موسي للرب ان يسير مع الشعب الاسرائيلي والا يصعد الشعب ان لم يكن الرب معه والا ضاع امتيازهم عن باقي الشعوب, فلبي الرب طلب موسي, فطلب موسي ان يري مجد الرب, فقال الرب ان انسان لا يراه ويعيش لذا قال الرب ان موسي يقف بين الصخور والرب يستره بيده ومتي جازة فانه يرفع يده ويري موسي مجد الله.

47- وطلب الرب من موسي ان ينحت لوحين كالاوليين حتي يكتب الرب عليهم مثل الاوليين, فنحت موسي اللوحين وصعد علي راس الجبل كقول الرب فنزل الرب في السحاب واجتاز قدامه فخر موسي الي الارض وسجد وطلب الي الرب ان يكونوا له مُلكاً شعباً, فقطع الرب معه عهدا ان يكون معه وان يفعل معه عجائب لم تري في كل الارض, وطلب الرب منه ان يحفظ بني اسرائيل وصاياه وهو يطرد الاموريين والكنعانيين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين, واوصاه الا يقطع عهدا مع اصحاب هذه الاراضي وان يهدموا مذابحهم ويقطعوا سواريهم, وكان موسي لدي الرب اربعين يوما واربعين ليله, وعندما نزل موسي من الجبل كان جلد وجهه يلمع فخاف بني اسرائيل من موسي ثم اقتربوا منه فاوصاهم بكل ما قال الرب, ثم وضع برقعاً علي وجهه وكان يرفع البرقع اذا دخل الخيمة ليكلم الرب ثم يضع اذا خرج خارج الخيمه.

48- ثم حث موسي علي تقديم العطايا لاقامة الخيمه, واعلن عن بصلئيل بن اوري واهولياب لصناعة الخيمة.

الذبائح والصليب


الذبائح والصليب

*   ما هى الذبيحة :
الذبيحة, فى تعريفها القديم, هى كل ما يُذبح أو يُضحىَّ به كتقدمة أو قربان للإله. وقد يكون ذلك من أجل تأسيس علاقة أو عقد ميثاق مع الإله، أو لاستعادة هذه العلاقة، أو الحفاظ عليها، أو لتذكار تأسيسها، أو لاسترضاء وجه الإله، أو لتقديم الشكر له، أو للتعبير عن التوبة وطلب الغفران منه.
وبدخول الخطية إلى العالم بالإنسان الأول, آدم ، وطُرده من الفردوس ولم تكن له هو وبنيه القدرة على المثول أمام الرب القدوس، ولم يكن للإنسان الجرأة على التقدم إلى الله وخطاياه عليه، فكان إذا تراءى أمام الله لابد أن يكون الدم بيديه كجواز للمرور إلـــــى القدس، فتقديم الذبائح, إذاً أمر خطير فــــــى حياة آدم وبنيه، أمر قد تعلمه يوم أن خرج مـن  الفردوس » وصنع الرب الإله لهما أقمصة من جلد والبسهما«  ( تكوين 3 : 21 ).
هنا يظهر بوضوح حنان الله ورفقه بالإنسان وسعيه ليستر عريه، كما يتضح أيضاً أن الرب الإله ذبح ذبيحة من أجل الإنسان، وأخذ جلد الذبيحة وصنع منه أقمصة ليكسو بـها عرى آدم وحواء !. وإلا فمن أين أتى الله بالأقمصة الجلد؟
فآدم الذى تعرى بالخطية, لم يستطع أن يكسو نفسه ويستر عريه، ولم ينفعه ورق التين - الذى حاول أن يتغطى به - فى شىء ... لذلك ستره الله بأقمصة صنعها بيده من جلد الذبيحة التى ذبحها أمام آدم .
وأنه لأمر جدير بالانتباه أن كلمة يكفَّر فى العبرية تعنى  » يغطى «  أو » يستر« حيث التكفير هو ستر الخطايا وتغطيتها من خلال الذبيحة وسفك الدم وخلع بر الذبيحة ليكتسى به الخاطىء، تماماً كما سلخ الله جلد الذبيحة ليكسو بـها آدم وحواء.
ولا شك أن كل هذا الذى صنعه الله من أجل آدم الذى أخطأ كان يحمل فى طياته أحشاء رأفات الله وحبه العجيب للإنسان ورحمته الثابتة نحوه وقصده الأزلى فى فدائه والتكفير عنه بذبيحة قادرة أن تستر عريه الروحى وتنـزع خطيته وتُلبسه ثوب البر الذى لا يبلى المصنوع بيد الله .
كان هذا التعليم لتقديم الذبائح شفاهياً توارثه الأبناء عن الآباء بالتقليد ثم رسم الله له تفصيلاً دقيقاً لطقس تقديم الذبائح ضمّنه كل الأوجه المتعددة التى للذبيحة الواحدة على الصليب، إلى أن جاء ملء الزمان وأرسل الله ابنه مولوداً من العذراء لتفرح البشرية كلها بمجىء الذبيحة المُخلصة من الموت، المُنقذه من الهلاك، المتممة للناموس، المُظهره لمحبته.
كما لا نشك أيضاً أن آدم نفسه قد تسلم مما صنعه الله أمامه، ضرورة الذبيحة للتكفير عن الخطايا والتماس رضا الله ورحمته. ولقد سار ابناء ابينا ادم علي هذا النهج في التقرب الي الله في تقديم الذبائح, فنجد ان قايين وهابيل, ونوح ايضاً بعد الطوفان قدم ذبائح, وابراهيم ايضاً قدم ذبائح واولاده اسحاق ويعقوب, وايضا ذبيحة الفصح عند خروج الشعب الاسرائيلي من ارض مصر.
اولاً  قبل ان نتعرف علي الذبائح
وينبغي ان نعرف شروط الذبيحة المُقدمة :
اولا: لابد أن تكون الذبيحة حيوانية غير عاقلة، أى غير قابلة للخطية والتعدى، لذلك أمكن أن تُوضع بديلاً عن الخاطىء المعترف بخطيته ( لاويين 5:5 ). وبراءتـها من الخطية براءة كاملة جعل موتـها معتبراً فدية أو ضحية حقيقية ( تكوين 22 : 13 )، كذلك كان عدم قابليتها للخطية إشارة رائعة إلى السيد المسيح الذى لم يخطىء قط، ولم يكن ممكناً أن يخطىء قط، بسبب لاهوته الذى جعله معصوماً عن الخطأ عصمة كاملة.
ثانياً: كان يلزم أن تقدَّم ذبائح كل يوم، ويُسفك دمها كل يوم، لأن فسادها الطبيعى كان يمنع دوام أثرها !! لأنه دم تيوس وعجول! فالحياة التى فيه أرضية مؤقتة. وكان تكرار سفكه كل يوم بمثابة إعتراف بعدم نفعه » وإشارة هامة إلى لزوم ذبيحة تبقى حية تقدم مرة واحدة ». الذى ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدم ذبائح أولاً عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب ، لأنه فعل هذا مرة واحدة ، إذ قدم نفسه « ( عبرانيين 7: 27 ) ، فلا يمنعها الموت عن البقاء ( عبرانيين 7: 23 ) ، وإذ تظل كما هى حية يظل دمها فعالاً إلى أبد الآبدين.
ثالثاً: كما يذكر سفر اللاويين أنواعاً كثيرة من الذبائح تختلف طرائق تقديمها، مما يشتت ذهن القارىء لأول وهلة من كثرة تفاصيلها، ولكنها تعكس فى الواقع طبيعة الخطية وتشعباتـها وتعقيداتـها. وما استلزم ذلك من ذبائح وتقدمات وطقوس كانت كلها إشارة إلى ذبيحة المسيح التى لم يكن ممكناً قط أن يستوفى عملها ذبيحة واحدة أو طقس واحد من هذه الطقوس.

v    ذبيحة المحرقة
+ ان اهم وجه من اوجه الصليب في ذبيحة المحرقة هو طاعة الابن للاب, وهي الطاعة التي عاشها وتممها المسيح طوال فترة خدمته وحتي الصليب. "هانذا اجيء لافعل مشيئتك يا الله" (عب10: 7)
"لاني قد نزلت من السماء ليس لاعمل مشيئتي بل مشيئة الذي ارسلني" (يو6: 38)
"ينبغي ان اعمل اعمال الذي ارسلني" (يو9: 4)
ولتاكيد ان المسيح يعمل هذه الاعمال بارادته "لهذا يحبني الاب لاني اضع نفسي لاخذها ايضا, ليس احد ياخذها مني بل اضعها انا من ذاتي, لي سلطان ان اضعها و لي سلطان ان اخذها ايضا. هذه الوصية قبلتها من ابي" (يو10: 17 -18)
"الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي, لكن الاب الحال في هو يعمل الاعمال" (يو14: 10)
وقمة الطاعة تظهر جلية حين "اطاع حتى الموت, موت الصليب" (في2: 8)
اوضحت الذبيحة بذل المسيح ذاته الي التمام "انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11)
وتاكيداً علي قبوله للعمل العظيم من الآب قال "الكاس التي اعطاني الاب, الا اشربها" (يو18: 11)
ونجد مسرة الاب في عمل الابن "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (مت3: 17)

+ من خلال هذه الذبيحة ينكشف لنا الطاعة العجيبة التي اكملها الابن نحو الاب وتكميل مشيئته, مما يؤكد علي العلاقة الخاصة بينهم, وهي البنوة, المسيح لم ياخذ هذه البنوة بالاختطاف ولا بالادعاء بل لانه حقق واجبات هذه البنوة. ويكون بذلك قد نفذ مشيئة الاب وبالتالي مشيئته الخاصة لانهم واحد "انا و الاب واحد" (يو10: 30).
+ وايضاً نجد في ذبيحة الصليب, كذبيحة المحرقة, مسرة فائقة لقلب الاب, كما نصلي في الجمعة العظيمة والتسبحة اليومية ((هذا الذي اصعد ذاته ذبيحة مقبولة علي الصليب عن خلاص جنسنا, فاشتمه ابوه الصالح وقت المساء علي الجلجثة))
+ ونجد ان ذبيحة المحرقة هي اول الذبائح في الترتيب, بدونها لا يمكن تقديم ذبائح الخطية, الاثم, السرور, القربان. وهذا يؤكد علي انه بدون ارضاء الابن للاب وتقديم الطاعة حتي الموت لما كان هناك مغفرة للخطايا او سلام للانسان.
+ ولا نجد في هذه الذبيحة اي ذكر للخطية, بل يدعوها الطقس "محرقة وقود رائحة سرور للرب" (لا1: 13), وفي نفس الاصحاح يقول عن ذبيحة المحرقة انها "للرضا" (لا1: 3)
+ تامل روحي: في الاعتراف وقبل ان نطرح خطايانا علي المسيح يجب ان نتقدم اليه في طاعة مثل الشاه التي تساق الي الذبح.
+ مواد الذبيحة : البقر, الغنم (ضان او ماعز), ( من اثمن الحيوانات, ومن الحيوانات الطاهرة المُصرح باكلها, كما ان البقر صالح للعمل), باختصار اراد الله ان يقدم الشعب اغلي ما يملك له. وايضاً اليمام او الحمام ( طلب الله الا يثقل علي الفقراء في تقديم الذبائح الثمينة, فكانت هذه الذبيحة لفقراء الشعب).
+ طريقة تقديم الذبيحة:
1.     يحضر مقدم الذبيحة بذبيحته الي باب خيمة الاجتماع, وهذا دليل علي اقرار مقدم الذبيحة بخطيته.
2.     ثم يضع يده علي الذبيحة, فيرضي الله عليه, اي ان ذبيحته تكون كفارة عنه. (كفارة تعني cover اي غطاء والمقصود بها, انها تستر الخطايا وتغفرها), فيها يكون صاحب الذبيحة قابلاً ان تكون الذبيحة نائباً عنه, فتنتقل خطية الانسان الي الذبيحة, فتحمل الذبيحة الخطية, وتموت نيابة عن الانسان.
3.     ثم تُذبح الذبيحة عند المذبح من ناحية الشمال, وفي هذه الاثناء كان الكهنة يستقبلون الدم في طشوط خاصة, ثم كان يرش يسكب علي المذبح من الناحية الشمالية الشرقية ثم الجنوبية الغربية. وسكب الدم مستديراً يشير الي كمال عمل الذبيحة.
4.     ثم كانت الذبيحة تسلخ ثم تقطع الي اجزاء. ثم يضع الكهنة ناراً علي المذبح, (اصل هذه النار التي ارسلها الله لتاكل الذبيحة في تنصيب هارون وبنيه, وكانت نار لا تطفأ) ويُرتب الحطب علي المذبح لتغذية النار, ثم يرتب بني هرون الكهنة قطع المحرقة, الراس مع الشحم فوق الحطب.

v      تقدمة القربان
+ هذا الوجه من اوجه الصليب نجده واضحاً في آلامه الناسوتية, اي آلام الطبيعية التي عاناها بالجسد, اشارة وتوضيح الي سر التجسد. لان الالام الجسدية التي تالم بها المسيح تثبت قطعاً انه اتخذ جسداً حقيقياً. وهناك العديد من الاثباتات التي تؤكد وجود الطبيعة الناسوتية في يسوع المسيح:
"بكى يسوع" (يو11: 35) , "لما خرجوا من بيت عنيا جاع" (مر11: 12)   
+ ذكر الوحي وصفاً دقيقاً لهذا الدقيق. فكان هذا الدقيق ملتوتا بزيت, ثم مسكوباً عليه الزيت. وقد تمت هذه الرموز في حياة المسيح حين, (الدقيق الملتوت بالزيت) حين حبل به بالروح القدس. ثم (سكب الزيت) اشارة الي مسح المسيح بالروح القدس في العماد.
+ ثم نجد الدقيق الملتوت بالزيت والمسكوب عليه زيت يضاف اليه لباناً اي بخوراً لوضعه علي النار, والبخور المعروف عنه انه رمز للصلاة والخدمة والعمل والجهاد, اما النار فهي تشير الي الاختيار والآلام. وهكذا حين توضع الاقراص في النار علي المذبح تكون قد وفت جميع حدود عمل المسيح الذي اكمله بكمال ناسوته الالهي, فخرجت رائحة اعماله وصلاته بخوراً امام الله الآب في السماء.
+ ثم يضيف الكتاب بوشع ملح علي التقدمة اشارة الي عدم فساد ذلك الناسوت.
+ بعد تقديم جزءً منها كتقدمة, ياكل بني هارون الباقي في دار الخيمة.
++ تنبيه هام: ان تقدمة القربان, مختلفة عن الذبيحة المقدمة الان, الخبز والخمر المقدمة علي المذبح, لان هذه التقدمة تشير فقط الي ما اكمله المسيح من منذ ان اعتمد في نهر الاردن الي ما قبل الصليب مباشرة, فهذه الذبيحة فقط تخص بالاشارة الي حياة المسيح وخدمته قبل الصليب.
نجد ان ذبيحة العهد الجديد المقدمة علي المذبح هي خبز مختمر لا كفطير, لان الفطير يشير الي حياة المسيح قبل الصليب فقط واعماله التي كانت خالية من الخمير, التي هي رمز للشر. اما وقد حمل خطية العالم في جسده علي الصليب وقدم ذاته ذبيحة خطية عنا, لذا الزم ان يضيف الخمير في الخبز المقدس المُقدم في القداس, اشارة الي الخطية التي حملها في جسده. لان ذبيحة القداس الالهي تشمل حياة المسيح قبل وبعد الصليب, واصرت الكنيسة علي دخول الخبز المحتمر الي النار حتي تموت الخميرة كما ماتت الخطية في جسد المسيح القائم من الاموات. نستنتج من ذلك ان الخميرة موجوده بالقربان لكنها ميتة بفعل النار, كذلك "الان قد اظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه" (عبر9: 26)
ونلاحظ ايضاً ان تقدمة القربان تكون مملحة بالملح , لحفظ التقدمة من الفساد, اشارة الي طهارة مخلصنا وعدم الفساد لا في حياته ولا في موته.
+ تقديم التقدمة: كان مقدم التقدمة ياتي بها الي بني هارون الكاهن الكهنة, فياخذ الكاهن ملء قبضته من الدقيق والزيت. وكان هذا المقدار يوضع علي المذبح ليوقد مع اللبان كله

v      ذبيحة السلامة
+ في هذه الذبيحة نجد اشارة هامة, ان للشعب نصيباً مع الكهنة في اكل الذبيحة. وقد سميت الذبيحة باسم ذبيحة السلامة لما فيها من سلام قد حدث بسبب سفك دم, مشيرة الي دم المسيح المسفوك المعطي السلام.
+ وكما سندرس ان ذبيحتي الخطية والاثم تشيران الي رفع الخطية عنا, فان ذبيحة السلامة توضح لنا الاشتراك في ذبيحة المسيح بأكلها. "انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم (يو6: 51), وايضاً هي شركة ابدية وليست مؤقتة "من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير" (يو6: 54), ويعبر موسي النبي عن هذا فيقول "ولحم ذبيحة شكر سلامته يؤكل يوم قربانه. اللحم ياكل كل طاهر منه" (لا7: 15, 19)
+ وقد وضع الله علي لسان موسي شرط اساسي في ذبيحة السلامة "واما النفس التي تاكل لحما من ذبيحة السلامة التي للرب و نجاستها عليها فتقطع تلك النفس من شعبها" (لا7: 20), بالرغم ان الاشتراك في الذبيحة ممكن ومتاح للكل الا انه يجب ان الشخص طاهر لينال البركة, لا اللعنة.
+ ولكي نوضح معني الاستحقاق للاشتراك في الذبيحة يقول موسي النبي ان النفس التي تشترك بالاكل من هذه الذبيحة و "نجاستها عليها" ,لم يقل فيها, انها تُقطع من شعبها. وهو هنا يشير الي اثر الخطية في الانسان, لا الخطية نفسها. لان "ان قلنا انه ليس لنا خطية نضل انفسنا و ليس الحق فينا" (1يو1: 8) و الخطية كائنة فينا حسب قول الرسول "لكني ارى ناموسا اخر في اعضائي يحارب ناموس ذهني و يسبيني الى ناموس الخطية الكائن في اعضائي" (رو7: 23) وليس معني الخطية ساكنة فيّ, ان اكون عبداً لها. فيجب ان احارب اعضائي التي تشتهي الخطية, لان المسيح صار لي ناموس اخر يعمل ضد الخطية "لان ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية و الموت" (رو8: 2)
+ طقس تميم هذه الذبيحة كان نفس الطقس المتبع مع باقي الذبائح الحيوانية الاخري, باختلاف ان الانسان حين يضع يده علي راس الحيوان ويعترف بخطيته مقرناً ذلك بحمد الله وشكره.
+ وقد حدد الله ان يقدم الشحم والكليتين من الذبيحة فقط, لان الشحم من اثمن اجزاء الذبيحة, اما نصيب الكاهن فكان الصدر (صدر الترديد) والساق اليمني الامامية (ساق الرفيع), وباقي لحم الذبيحة ياكله مقدم الذبيحة مع اهله واصدقائه.

v      ذبيحة الخطية:
+ ان ذبيحة الخطية تكشف عن وجه هام جداً  من اوجه الصليب, فعند تقديم هذه الذبيحة يضع مقدمها يده علي الذبيحة معترفاً بخطاياه فتنتقل خطاياه الي الذبيحة المُقدمة, وتذبح الذبيحة عوضاَ  عن الانسان الخاطئ.
+ هكذا ايضاً علي الصليب, تقدم لله الآب حاملاً خطايا وآثام ونجاسات الانسان "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم" (1بطر2: 24)
+ ذبيحة الخطية لا نجد فيها اي مجال لمسرة الآب ولا يوجد فيها رضي. بل علي النقيض, نجد وجه الآب ينجب عن الابن بسبب ما كان يحمله من نجاسات الانسان وخطاياه العديده. او باختصار عندما كان في موقف العار والفضيحة "اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة" (غلا3: 13), ومن اجل هذا نسمعه علي الصليب ايضاً يقول "الهي الهي لماذا تركتني" (مت27: 46),(رغم انها اشارة الي مزمور الصلب) وما ذلك الا لانه ضمناً وقف موقف الخطاة او بالحري موقف الخطية ذاتها "الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا" (2كو5: 21).
+ نجد المسيح حين قدم كذبيحة الخطية حمل كل خطايا العالم بارادته كمذنب ومن ثم فكان له موقف العار واللعنة.
+ وقد عبَّر نخلصنا عن هذا الوجه من اوجه الصليب بقوله "ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس" (مت26: 39), مع اننا سمعناه يتحدث قبلاً "الكاس التي اعطاني الاب الا اشربها" (يو18: 11).
+ في الصليب نجد عملان متداخلان يظهران متعارضان, ولكن الطقس في العهد القديم لم يترك محلاً للتعارض, فالمسيح اكمل علي الصليب عملين لنفس الذبيحة هما: ذبيحة المحرقة للرضي والسرور, وذبيحة الخطية. لقد كان المسيح يفرح بالصليب ويُقبل اليه كعلامة طاعة واظهار بّر البنوة, وكان يليق ايضاً ان يرتعب من الصليب كعار وعلامة لعنة.
+ اذا قارنا بين عمل الذبيحتين (في العهد القديم) وذبيحة المسيح علي الصليب, نجد ذبيحة المحرقة تعبر عن موقف المسيح علي الصليب ببره الشخصي, فينال الرضا والمسرة بالضرورة, بينما نجد ذبيحة الخطية تعبر عن موقف المسيح امام الله وعليه نجاسات الانسان.
+ مقارنة اخري ايضاً, ففي ذبيحة المحرقة كانت تفحص بالسلخ والتقطيع والغسل, اشارة الي الفحص الذي اثبت بر المسيح وقداسته. ولا نجد مثل هذا الفحص في ذبيحة الخطية بل العكس كان الكاهن يخرج بها خارج الهيكل وخارج المحلة كلها, اشارة الي عدم ترائيها امام الله او الي عدم امكانية رؤية الله لها توضيحاً لجُرم الخطية وشناعتها "فان الحيوانات التي يدخل بدمها عن الخطية الى الاقداس بيد رئيس الكهنة تحرق اجسامها خارج المحلة. لذلك يسوع ايضا لكي يقدس الشعب بدم نفسه تالم خارج الباب. فلنخرج اذا اليه خارج المحلة حاملين عاره" (عب13: 11- 13).
+ لا مجال لقائل ان يقول ان المسيح جاز فترة ما بعيداً عن الله او ان الاب انفصل عنه وتركه. كشرح للقول "لماذا تركتني" ولكنه كان يتمم عملين معاً.
+ وايضاً عندما قال المسيح "الهي الهي لماذا تركتني" قد تُفسر من البعض, ان المسيح كان يتكلم بناسوته, وهذا تعليم وتفسير غير سليم, لان لاهوته لم يُفارق ناسوته في القول و الفعل, لحظة واحدة ولا طرفة عين.
+ وايضاً عندما قال المسيح "الهي الهي لماذا تركتني" او "فلتعبر عني هذه الكاس", قد يدعي البعض ان المسيح كان يتكلم تحت تاثير الآلام. المسيح لم يتغير فهو الذي قال "انا و الاب واحد" (يو10: 30) وايضاً "الاب الحال في هو يعمل الاعمال" (يو14: 10) وايضاً " الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر" (يو1: 18) وايضاً " ابن الانسان الذي هو في السماء" (يو3: 13) فالمسيح لم ينقسم علي نفسه قط, ولا انقسمت طبيعته ولا تكلم بلسانين ولا ابدي مشيئتين, ولا عمل عملاً نسخ به عملاً سابقاً.
+ هكذا نجد المسيح علي الصليب قام بعملاً واسع الاختصاصات واكمل بالصليب صوراً عديدة متضاعفة الاثار, لكن البشرية لم تستطع ان تفهم هذا العمل بسبب عجزها عن فهم مثل هذه الامور.
- هكذا نجد ان المسيح اكمل علي الصليب ذبيحة (تعبر عن ذبيحتين من ذبائح العهد القديم) ليكمل عملين لازمين متلازمين:
+اولاً: تقديم بره الشخصي في طاع محكمة ومشيئة مذعنة حتي الموت, موت الصليب بسرور "كما من حمل بلا عيب" (1بط1: 19), فقبل مرضياً عنه كرائحة سرور (ذبيحة المحرقة)
+ ثانيا: تقديم نفسه حاملاً خطايا الانسان ونجاساته "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم" (1بطر2 : 24), متألما متمنَّعا (اذ لم يكن معقولاً ان يحمل الخطية بسرور). وقبل بحزن عظيم ان يصلب خارج اورشليم كحامل عار ولعنة الانسان (ذبيحة الخطية)
+ ولا يظن احد ان هناك تمايزاً بين الذبيحتين او الموقفين الذين وقفهما الابن علي الصليب, فالمجد الذي حصّله الابن علي الصليب كذبيحة محرقة لاظهار بره وطاعته لا يوازي المجد الذي صار له لصلبه وهو حامل خطايانا, وحمله عار الانسان علي خشبة. ورفع لعنة الموت عن الانسان. لان الاولي تتناسب مع كمالاته, اما الثانية فعجيبة حقاُ يصمت عنها اللسان وينعقد التعبير ولا نعلق عليها الا بقول اشعياء النبي "اثامهم هو يحملها. لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين" (اشع53: 11- 12)
+ ولا يفوتنا ما اغتنمه بولس الرسول بالروح للاستعلان من هذه الذبيحة في قوله " ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه. فاني احسب ان الام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا. (رو8: 17- 18)
v      ذبيحة الاثم
+ تتلخص ذبيحة الاثم في خطية الانسان تجاه اقداس الله, او خيانة بيته, او اهانة اسمه العظيم القدوس, او افساد وتنجيس نذر ينذره الانسان لله. هذه خطية خطيرة ولا يمكن ان نضعها في مستوي خطية الانسان تجاه الانسان. لذلك حرص الطقس ان يفرزها وحدها ويلقي عليها ضوءاً خاصاً لتظهر شناعتها المضاعفة, فجعل ذبيحة خاصة هي ذبيحة الاثم.
+ ولقد افرد لها الطقس اليهودي ذبيحة خاصة, لكنها ستدخل ضمن حدود عمل الصليب. ويجب ان نتاكد ان المسيح اكمل عنا ذبيحة اثم. فلم يعد يُحسب علينا خطية ضد اقداس الله او اسمه العظيم او كل ما يدنس او يفسد نذرنا امامه, طالما تمسكنا بثقة هذا الرجاء في دم المسيح كذبيحة اثم خاصة لنا كما يحدثنا النبي اشعياء "اما الرب فسر بان يسحقه بالحزن, ان جعل نفسه ذبيحة اثم" (اش53: 10)

المراجع المستخدمة:
الكنيسة الخالدة للقمص متي المسكين
الذبائح  للراهب القس مرقوريوس الأنبا بيشوى

نسخة تحضيرية, قابلة للتعديل

اعداد
خادم اسرة بولس الرسول
بكنيسة الملاك ميخائيل والانبا تكلا
عماد فايز