المزمور الاول
لَكِنْ
فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَاراً وَلَيْلاً.
فَيَكُونُ
كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِ الْمِيَاهِ الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا
فِي أَوَانِه وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ.
لَيْسَ
كَذَلِكَ الأَشْرَارُ لَكِنَّهُمْ كَالْعُصَافَةِ الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُ.
لِذَلِكَ
لاَ تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ.
أَنَّ
الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ.
هو من مزامير
داود، كتبه عندما طلب شاول، ملك اسرائيل، النصيحة من الله فلم يجبه. فسأل صموئيل
النبي بعد موته، عن طريق السحر والعرافة. (1صم28:
7).
+بداية السفر
والمزمور، الطوبي، وهي نفس البداية التي بدأ بها السيد المسيح حديثه في انجيل
القديس متي(ص5). وهي
تعبر عن السعادة والفرحة الروحية. والسيد المسيح، كما سنعرف، ترنم بالمزامير طول
ايام حياته وحتي في صلبه، لكثرة النبوات بها، ولعمق صلواتها.
+ويضع المزمور بكلماته البسيطة امام الانسان طريقين
وهدفين. كما يقول موسي النبي ’’اشهد عليكم اليوم السماء و الارض قد جعلت قدامك
الحياة و الموت البركة و اللعنة فاختر الحياة لكي تحيا انت و نسلك’’ (تث30
:19)، الطريق الاول هو الذي يسلك فيه الانسان مع الله، حيث يسير مستغرقا ً في حياة روحية
مع الله سائرا ً علي قانون (ناموسνομος ) روحي من قراءة للكتاب المقدس وصلاة وصوم. وان يصير قانونك هو عملك الروحي ليلا ً ونهاراً، وحينها تهتف مع عذراء النشيد ‘‘انا نائمة
و قلبي مستيقظ’’ (نش5: 2). وهكذا تصير حياة هذا الانسان مليئة بالفرح والتعزية التي يسكبها الله في قلبه، الي
ان يأتي يوم الدينونة (الهدف) فيسمع ‘‘تعالوا يا مَبَاركي ابي رثوا الملكوت المعد
لكم منذ تاسيس العالم’’ (مت25 :34
).
+ونجد مثل هذا
الانسان دائما ً ناجحا ً (في بيته، وسط اصدقائه، في دراسته، في عمله) كما كان يوسف
ناجحا ً(تك39 :2). وتجد مثل هذا الشخص مثمر في كل ما عمل يعمله لان الرب يعضده وينجحه (تك39
:3).
+وايضا ً يشير
المزمور الي طريق الاشرار ويشرح المرتل كيف يسلك الانسان فيها فهو اولا يفكر ويسلك
في الشر، ثم يشير الوقوف في طريق المنافقين الي عمل الشر، ثم مجلس المستهزئين يشير
الي اغراء الاخرين وتعليمهم الشر ليعملوه.
+لم يقل المزمور طوبي للرجل الذي لم يخطئ، بل قال طوب
الرجل الذي لم يستمر في خطيته. لاننا ’’إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ
نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا‘‘(1يو1 :8). ولكن الطوبي تظهر لنا
حين نقاوم السقوط في الخطية حين نقر بضعفنا ونطلب معونة الله ’’اِرْحَمْنِي يَا اللهُ
حَسَبَ رَحْمَتِكَ .. اغْسِلْنِي كَثِيراً مِنْ إِثْمِي وَمِنْ خَطِيَّتِي
طَهِّرْنِي .. لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِماً‘‘
(مز50: 1-3)
+وايضا ً ان
الصلاة لا تكون نهاراً فقط بل ليلاً ايضا ً، ففترة الليل هي مناسبة للحوار مع الله،
وكما صارع يعقوب قديما يصبح كلاً منا يعقوب جديد يصارع ويأخذ البركة. والصلاة ليلا
ً هي وصية كتابية اعادها المسيح علي مسامعنا من داود ’’اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا
في تجربة‘‘ (مت 26: 41)
+ونلاحظ ايضا ان
الرياح التي تؤثر علي الاشرار وتذريهم، اي لا تثبت خطواتهم ولا تقربهم من مصدر
الحياة، النهر، الذي يرتوي منه الانسان البار المطوب. ولا تجد اي ثمر للاشرار وحتي
ان ظهرت اي ثمار، فهي محاولة لاغراء واستمالة الانسان البار الي هذا الطريق.
+واخيراً. لنلاحظ ان الله يعطي الانسان حريته كاملة،
في اختيار طريقه وفي سلوكه. وعلي كل انسان ان يـُعين هدفه ’’السالك بالكمال يخلص و
الملتوي في طريقين يسقط في احداهما‘‘ (ام 28:
18). ويحذر’’لاَ تَدْخُلْ فِي
سَبِيلِ الأَشْرَار ِ.. لأَنَّهُمْ يَطْعَمُونَ خُبْزَ الشَّرِّ .. أَمَّا سَبِيلُ الصِّدِّيقِينَ
فَكَنُورٍ مُشْرِقٍ يَتَزَايَدُ وَيُنِيرُ إِلَى
النَّهَارِ الْكَامِلِ‘‘ (ام4: 17و18)
+ونلاحظ ان المزامير 1؛ 19؛ 119 تُسمى مزامير التوراة Torah Psalm.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق