الخميس، 12 أبريل 2012

يوم الكفارة


مراسيم يوم الكفارة العظيم
1- يوم الكفاره العظيم :
هو اعظم ايام السنه اليهوديه, لان فيه رئيس الكهنه يكفر تكفيراً جماعياً عن نفسه وعن الكهنه وعن الشعب كله وعن قدس الاقداس ودار الخيمة بجميع مشتملاتها وهذا التكفير يعني غفران الخطايا. وهذا العيد الوحيد في السنه الذي كان رئيس الكهنه يضطلع فيه العمل بنفسه وبمفرده, وهو ايضا اليوم الوحيد الذي يخلع فيه ملابسه الفاخره ويؤجي خدمة التكفير بملابس من الكتان, كما انه اليوم الذي فرض فيه الصوم والتذلل في شريعة موسي.
2- الاستعداد للعيد:
كان رئيس الكهنه يقضي السبعة ايام السابقه حيث يترك بيته ويعيش في حجرة في الهيكل ليعد نفسه لهذا اليوم العظيم, وفي مدة هيكل سليمان كان شيوخ السنهدريم يلازمونه ويقراون عليه اوامر الرب الخاصة بهذا اليوم مراراً وتكراراً وكان يمثلها حتي يحفظها جيداً ويتدرب علي ادائها, وخلال هذه السبعه ايام كان يقوم بالخدمات اليومية الخاصة بالكهنه, وفي الليله الاخيره السابقه للعيد كان يظل مستيقظاً طول الليل زياده في التاهب وحتي لايعرض له حلم او عارض يدنس جسده, واذا غلب عليه النعاس كان رفقائه الكهنه والشيوخ ينبهونه.

3- طقوس الخدمه في يوم الكفاره: الخدمة الصباحيه الدئمه – خدمة يوم الكفاره – خدمة تقديم الذبائح الاضافيه – الخدمة المسائيه

3_1 - الخدمة الصباحيه:
هي الخدمة التي كانت تقام يومياً علي مدار السنه وكان الكهنه يقومون بها ولكن في يوم الكفاره يقوم بها رئيس الكهنه, (في مدة اقامة الهيكل كان يلازم الهيكل كل اسبوع بالتناوب فرقة من فرق الكهنه الاربع والعشرين التي رتبها داود, وعدد الكهنه بالفرقه اثنا عشر كاهناً بالاضافة الي كاهن اخر يعتبر رئيساً للفرقه.(1 أي 24), وكان هولاء الكهنه يستعدون في يوم الكفاره في الصباح الباكر حيث يامر رئيس الكهنه الكهنه برفع التراب من علي مذبح المحرقه لاعداده للخدمه, ثم ياخذون رئيس الكهنه الي المغتسل فيغسل جسمه كله ويلبس ملابسه الفاخره التي للمجد والبهاء, ويدخل الي القدس ويصلح السرج ويرفع البخور, ثم يقدم المحرقة الدائمة المقررة يومياً في الصباح وهي خروف حولي مع تقدمته عشر الدقيق الملتوت بربع الهين من الزيت المرضوض وسكيبه ربع الهين من الخمر, كانت هذه تضاعف اذا كان اليوم سبت.

3_2 – خدمة الكفاره:
1-      يخلع رئيس الكهنه ثيابه الفاخره ويتركها في مكانها في القدس, ثم يخرج الي المغتسل ويغتسل ويلبس ملابس من الكتان. (ع4)
2-       يعرض امام الرب ذبيحة الكفاره عن نفسه وعن الكهنه وهي ثور من البقر, ويضع يديه علي راس الثور ويعترف بخطاياه وخطايا الكهنه.
3-      ثم يعرض امام الرب ذبائح الكفاره عن الشعب وهي تيسان من المعز يلقي عليهما قرعه ليذبح الواحد ذبيحة الخطيه ويخصص الثاني لعزازيل. (ع7, 8)
4-      يذبح الثور ويحتفظ احد الكهنه بجزء من دمه في اناء ويحركه حتي لا يجمد. (ع11)
5-      ياخذ رئيس الكهنه وعاء البخور والمجمرة ويدخل الي قدس الاقداس للمرة الاولي ويبخر امام تابوت عهد الرب فيمتلئ قدس الاقداس بالبخور (ع12, 13)؛ ويخرج خارجاً تاركا المجمرة ووعاء البخور في قدس الاقداس.
6-      ياخد من دم الثور ويدخل للمره الثانيه الي قدس الاقداس وينضح علي غطاء التابوت وامامه ثم يخرج تاركاً وعاء الدم في القدس. (ع14)
7-      يذبح تيس الخطيه امام باب الخيمه, وياخذ من دمه في وعاء ويدخل الي قدس الاقداس لثالث مره وينضح ايضاً علي غطاء التابوت وامامه تكفيراٍ عن الشعب, ويخرج الي القدس, حيث يمزج الباقي من دم التيس بالباقي من دم الثور.
8-      يكفر بالدم الممزوج عن القدس ومحتوياته بالنضح من الدم عليها, ثم يخرج الي دار الخيمه ويكفر بالدم ايضا عن مشتملاتها. (ع17- 19)
9-      بقي دور التيس الحي حيث يضع عليه يديه ويعترف بخطايا الجماعه ويرسله مع احد الاشخاص ليطلقه في البرية لعزازيل. (ع20- 22)
10-  يدخل لرابع مرة الي قدس الاقداس حيث ياخذ المجمرة ووعاء البخور ليضعهما في مكانهما الخاص, ويخرج الي القدس ويخلع ثياب الكتان ويضعهما في مكانهما الخاص في القدس ويستعد للخدمة الثالثه. (ع23)
كان الثور وتيس الخطيه يحرقان خارج المحله والذين يحرقونهما (الثور والتيس) والذي يطلق التيس الحي كانوا لايدخلون المحله الا بعد ان يغسلوا اجسادهم وملابسهم.
11-  يغسل رئيس الكهنه جسده ويلبس ثيابه الفاخره من جديد ويقدم محرقة العيد عن نفسه ومحرقة عن الشعب وكل منهما كبش من الغنم. (ع24)

3_3 خدمة الذبيحه الاضافية: ثم يقدم الذبائح عن نفسه والشعب
1-   محرقات اضافيه وهي ثور وكبش وسبعة خراف حوليه وتقدمتها ثلاثة اعشار دقيق ملتوت بالزيت عن الثور وعشران عن الكبش وعشر من كل خروف وسكائبها من الخمر نصف الهين عن الثور وثلث الهين عن الكبش وربع الهين عن الخروف الواحد.
2-   ذبيحة خطيه اخري من تيس من المعز. (وهذه الذبائح موضحه في عد 29: 7- 11)

3_4 الخدمة المسائية: وهي الخدمة اليوميه التي كانت تقام في المساء, وقرابينها مثل قرابين الصباح, وفي يوم الكفاره كان رئيس الكهنه هو الذي يقوم ايضاً بهذه الخدمه وهو مرتد ملابسه الفاخره.

4-      عن تيس عزازيل: هناك عدة اراء عنه مثل
1.       يقال انه نعت الشيطان بمعني المعزول او المُبعد عن شركة مه اللـه والقديسين, وانه يسكن في الاماكن الخربه والبراري "اذا خرج الروح النجس من الانسان يجتاز في اماكن ليس فيها ماء يطلب راحة و لا يجد" (مت12: 43)
2.       يري بعض اليهود ان التيس دعي هكذا لوجود شيطان اسمه عزازيل, وارسال التيس رمز الي ان خطايا الشعب قد سترت وغفرت بدم التيس المذبوح فان ارسال التيس الثاني وهو حامل الخطايا المغفورة اعلان عن رفع الخطايا وبالتالي اخجال الشيطان.
3.       وهنا من يقول ان كلمة عزازيل مصدر بمعني الاطلاق بالنسبة للتيس في البرية.
4.       وايضا ان كلمة عزازيل مصدر ايضاً بمعني العزل والازاله, لان التيس الثاني كان يحمل خطايا الشعب ويلقيها بعيداً وبهذا يعلن ان اللـه قد غفرها وتركها.

5-      ضرورة الكفاره :
اوضح اللـه لموسي ان التكفير عملا لابد منه ولم يكن لهارون تن يدخل الي قدس الاقداس الا بالذبائح التي قررها الوحي "بهذا يدخل هرون الى القدس بثور ابن بقر لذبيحة خطية و كبش لمحرقه" (ع3), والكفاره هي للخطية التي ارتكباها ابوينا بسبب السقوط في الخطيه, وبالتالي انتقال الخطيه الي جميع نسلهما وبذلك اصبحت البشرية تحت حكم الموت واللعنه, ولم يكن في امكان انسان ان يدخل الي اقداس الله ويرث امجاد السماء ما لم تمح عنه هذه الخطيه بالتكفير عنها, وكفر المسيح عنها كما قال الرسول بولس" و لكن الله بين محبته لنا لانه و نحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا" (رو5 :8).

6-      صانع الكفاره:
1-             رئيس الكهنه نفسه, وهو اشاره الي السيد المسيح رئيس كهنتنا والذي قيل عنه"و كاهن عظيم على بيت الله"(عب10: 21)
2-             كان هارون او رئيس الكهنه يقوم بعمل التكفير من اوله الي اخره دون ان يدخل معه احد الي القدس او قدس الاقداس, والمسيح هو الذي قام بعمل الفداء وحده ولم يكن في مقدور اي كائن ان يقوم بوفاء العدل الالهي الا يسوع المسيح "و ليس باحد غيره الخلاص لان ليس اسم اخر تحت السماء قد اعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص" (اع 4: 12), وايضا "قد دست المعصرة وحدي و من الشعوب لم يكن معي احد فدستهم بغضبي و وطئتهم بغيظي فرش عصيرهم على ثيابي فلطخت كل ملابسي" (اش63 :3)
3-             يوم الكفاره هو اليوم الوحيد الذي يخلع فيه رئيس الكهنه ثياب المجد والبهاء ويلبس ثياب الكتان (مثل باقي الكهنه).
4-             كان هارون اذا دخل قدس الاقداس ينشر سحابة كثيفه من البخور العطر امام التابوت, وذلك لكي لايري الغطاء بعينيه الذي يمثل عرش الله وعليه كل مجده يتجلي, يظل محجوبا عنه, لان البشرية كانت لا تزال تحت اللعنه.
5-             كان هارون ورؤساء الكهنه الذين جاءوا بعده مجرد بشر وكل منهم محاط بالضعف والخطيه, لهذا لزم ان يقدم قربانه لا عن الشعب فقط بل عن نفسه ايضاً.

7-      الدم كماده للتكفير:
1-       كان التكفير عن هارون بثور البقر والتكفير عن الشعب بالتيسين, وكان يدخل بدم الثور والتيس الاول الي قدس الاقداس وينضح منهم ايضا في القدس وعن كل ما يشمل عليه في دار الخيمة الخارجيه. " بدون سفك دم لا تحصل مغفره" (عب9: 22)
2-       ولكن هل يا تري هذه الحيوانات كانت لها الكفاءة والقدره في ذاتها علي مغفرة الخطيه؟
3-       طبعا لا, وهذا من وجوه كثيره فالحيوانات ليست من جنس البشر حتي تنوب عن البشر, كما انها لا تفي العدل الالهي الغير محدود, وما قيمة حيوان يذبح ازاء عصيان الانسان للـه, فضلا علي ان موت هذه الحيوانات في موتها كانت مجبره غير مريده ولا تملك الاراده علي هذا وانها الانسان الذي يذبحها بارادته. ومع هذه الاعتبارات وغيرها فان اللـه فرض علي بني اسرائيل تقديمها كذبيحه وسُر بان قبلها ويعطيها فاعليه في نظره لا من ذاتها لكنها كانت رمز وصوره للذبيحه الحقيقيه, وقد اخذت هذه الذبائح عملها وفاعليتها من نفس ذبيحة المسيح التي كانت في قصد اللـه من الازل.
4-       التيسان : (أ) كان الاول يذبح رمزا ًالي التكفير عن خطايا الشعب والثاني الذي يطلق يرمز الي حمل الخطية والذهاب بها بعيداً والتيسان كانا ذبيحه واحده وقد عملا عملاً متكاملا.ً (ب) وايضا التيس الاول كان يؤتي بدمه الي ما وراء الحجاب الي قدس الاقداس ويرش علي الغطاء المحجوب عن الابصار, والثاني كان يطلق علانيه. (جـ) التيس الاول يذبح لمجد اللـه الذي اهانه الانسان, والثاني يعلن الاطمئنان والارتياح لقلوب البشر لان خطاياهم قد كفر عنها. (د) رئيس الكهنه كان يذبح التيس الاول دون ان يضع عليه للاعتراف بخطايا الشعب بينما التيس الثاني تيس عزازيل كان يضع يده عليه ويعترف بخطايا الشعب
5-       ان احراق الثور والتيس خارج المحله رمز واضح لصلب المسيح وموته خارج اورشليم علي جبل الجلجثه.
         والمجد لله دائما
18-11-2010

آلام المسيح الخلاصية


آلام المسيح الخلاصية
للاب ليف جيلليه
يا سيدي هأنذا اقف تحت صليبك مع مريم امك، ومع التلميذ الذي كنت تحبه، ومع النسوة اللواتي بقين علي اخلاصهن (يو19 :25). واذا أتشجع الان انظر اليك، واتفرس في ذبيحتك، فأتعلم ما لم اعرف ان اكتسبته من كلمات الانجيل نفسها.
قدماك سُـمرتا الي الخشب، وصليبك هو المعصرة التي تعصر فيها الكرمة الحقيقية، ليس امامك مهرب من هذا المصير. بل اراك تنتظرني هناك علي موعد لقاء حددته لي. واذا سُـمرت بالصليب ربطت نفسك بهذا الانتظار. ومهما حدث من جهتي من تأخر في المقابلة فأنك باقٍ هناك في الموضع الذي اخترته لنفسك.

ذراعاك مبسوطتان مفتوحان، دعوة لكل الناس. ولن تغلقا ثانية لان المسامير في هذا الوضع … وضع الدعوة والعناق. وهما يناديان ’’تعال‘‘.

رأسك منكس، فقد خفضته في هدوء اذ قبلت واتممت المشيئة التي هي مشيئتك بقدر ما هي مشيئة الآب والروح، وهذه الانحناءة علامة طاعة لما تطلبته محبة الثالوث للبشرية، كمان انها تتجه نحو من هم اسفل الصليب … من احبوك، هم من صاحوا في وجهك ’’اصلب‘‘ه. ونحو من ينتظرون في انين متصل، ومن يبحثون عنك وهم لا يدرون.

عيناك مغلقتان، وفي مشهد باطني واحد تريان الآب والناس … فكينك كله يتحرك نحو الآب ونحو الناس كموضوعين لحبك.

الدم ينزف من جبينك ويديك، ومن جسدك المهشم … ويسيل ببطء في خطوط طويلة، وسيجري من جنبك ايضاً كما لو كان من قلب قد اعتصره ضغط المحبة المتألمة … وها الكسب ينسكب كتقدمة.

اكليل الشوك ادمي راسك، وكأ خطايا البشرية قد جُـمعت في هذه الدائرة، فتراكمت عليك اشواكاً. فكل خطايا البشر تجمعت معاً، وجاء الكاهن اليهودي ليضعها علي رأس الذبيحة … وهكذا  وضع الناس خطاياهم بأيديهم علي اكرم ما في جسدك، علي رأسك.

ولكني أري حول هذه الرأس اشعة من نور، فهناك هالة ذهبيةتحيط برأسك الدامي. وهذا ما يعطي معني للمشهد المؤلم، لاني ان لم ألحظ هذا النور فلسوف احفظ علي صورة ناقصة للمصلوب، فهو ايضاً رب ومخلّص.

يايسوع … لا استطيع ان اتكلم امام صليبك اكثر من هذا ولا ان افكر اكثر من هذا.وكل ما ارجوه ان تتغلغل صورتك في اعماقي، بقدر ما انظر اليك.ومع كل نسمة اتنسمها، وكل نبضة ينبض بها قلبي. فيا ايها المصلوب المضئ، ادخل صورتك الي اعماقي، وسمر نفسك في جسدي بروحي.اعطني ان احملك معي الي الابد، محتضناً اياك  بكل قوتي. ايها الحبيب، ومع ان كثيرين لن يفهموا شيئاً، وسوف يتحدثون عن تصورات مريضة، الا اننا معاً.

السبت، 7 أبريل 2012

ارتباط عيد المظال والتجديد باحد السعف


ارتباط عيدي المظال والحانوكاه (التجديد)
بروايات الانجيل لأحد السعف

يشتمل طقس الاحتفال بعيد المظال (او عيد سكوت), كما كان يُـحتفل به في العهد المتأخر للهيكل الثاني علي عناصر لم تكن قد سجلت في الكتاب المقدس, وبعضها قد انتهي العمل به مع خراب الهيكل. ويُـعرف القانون  الرابيني طقس العيد بأن يسكن الشخص في المظال لمدة اسبوع, وايضا تناول الطعام والنوم تحتها, ويصف طريقة عمل المظلة واللولاف (حزمة من السعف, الآس, وفروع الصفصاف, مع نبات الريحان) ويلوح بها الشعب اثناء الاحتفال, مع انشاد جزء من مزامير الهليل. هناك بعض المراسم الاخري التي اصبحت شائعة 1.ضرب الصفصاف, 2.سكب المياه, 3.الرقص علي الانوار. (وهذه الاشارات قد وجدت في روايات الانجيل).

1. طقس ضرب الصفصاف
لا يزال معمولا به في احتفال عيد المظال في المجامع اليهودية (رغم ان معناه واصوله مجهولين). ففي زمن الهيكل كانت الجموع تقطع اغصاناً طويلة من الصفصاف وتسير في موكب حول المذبح طوال اليوم, وهم ينشدون مزمور (118: 25) " اه, يا رب خلص. اه, يا رب انقذ". وهناك تقليد يقول (طوال اليوم يطوفون حول المذبح مرة واحدة) ويضيف رابي يهوذا تقليد اخر (في هذا اليوم الاخير يطوفون سبع مرات).

2, 3. طقسا المياه والانوار
كانا هذان الطقسين معروفان ايضاً , برغم توقف العمل بهما بعد خراب الهيكل. ويرجع الاسم (بيت استقاء الماء) او (بيت الينبوع) الي احتفال الانوار, لكنه يرتبط اكثر باحتفال المياه.
يبدأ طقس المياه, حين يجمع الكاهن مياه من بركة سلوام ويحمله الي الهيكل. يرافقه حشد من الجموع ويصاحبه نفخ الابواق. وعند المذبح يُـسكب الماء, وفي نفس الوقت يُـسكب بعضاً من الخمر. من وعائين منفصلين.
اما طقس الانوار, فيشمل اقامة وانارة شمعدانين عملاقين من الذهب في رواق سليمان, مع رقص الحسيديم (جماعة التقاة) ورجال العمل وهم يحملون المشاعل علي موسيقي الفلوت وآلات اخري (يعرف هذا الاحتفال باسم الفلوت). وكان النور يمكن ان يُـري من كل مكان في اورشليم.

المياه والانوار في انجيل يوحنا
البرهان المبكر الذي نملكه لطقسي المياه والانوار هو انجيل يوحنا, الذي سجل ان يسوع كان في الهيكل اثناء عيد المظال عندما اعلن ان المسيح هو مصدر الماء الحي (يو7: 37, 38) وايضا ان المسيح نور العالم (يو8: 12). وهذان الحدثان يشيران للطقس التوأمي لطقسي سكب المياه والانوار.
ولقد صرح المسيح بهذين الاعلانين "في اليوم الاخير العظيم من العيد" (يو7: 37) وهذا يشير الي ان الحديث تم في اليوم الثامن العيد, مثل طقس السبت عند اليهود, وهذا يعني ان الحشود كانت غفيرة اكثر من اي يوم, ولما كانت الجموع تنتظر اتمام الطقس (المياه والانوار) وهي لم تكن تتم في اليوم الثامن من العيد. وهذا هو الوقت المناسب ليسوع ان يُـصرح باعلانه.

الانشاد في عيد المظال
لا تذكر المشناه (اي, الاحكام المستمدة من العهد القديم ومن اقوال المُـفسرين له) اي انشاد يتم اثناء التلويح باللولاف, والذي كان نسخة طبق الاصل من الانشاد اثناء حملهم بالصفصاف, (مز118: 25). وربما استمر انشاد المزامير الي الاية 26 من نفس المزمور "مبارك الآتي باسم الرب" لانها كانت نشيد معروف ايضاً.
ليس هناك في طقس عيد المظال "ضرب الصفصاف" ما يجعله مناسب لانشاد (مز118: 25) لذا فمن المحتمل انهم استخدموا هذه الاناشيد لانهم صاحبوها بالتلويح بالاغصان.

الانشاد في يوم احد السعف
الاناشيد التي قيلت في يوم احد السعف ربما كانت تماثل (مز118: 25) التي كانت تُـنشد اثناء التلويح باللولاف. كان الجزء الاول من النشيد "نرجوك يارب, خلصنا" (اني هاشِم هوشيعيا نا). سجلت الاناجيل الجزء الاخير من هذا النشيد بكلمة (اوصنا) (مر11: 9, مت21: 9, يو12: 13) وهي تماثل فعل الامر الحديث من "هوشعنا". ونحن لا نعلم اذا كانت الجموع هل قامت الجموع بتحديث فعل الامر العبري هذا, ام انهم فقط تلفظوا الكلمة بطريقة غير واضحة. لذا الفريسيين والمتعلمين من الذين سمعوا قد ازدروا بالجموع الجاهلة لنطقهم كلامات الكتاب المقدس بطريقة خاطئة.
النشيد الاخر المُسجل في رواية الانجيل عن احد السعف "مبارك الآتي بأسم الرب" (مت21: 9, مر11: 9, لو19: 38, يو12: 13) وهو الجزء التالي من المزمور 118, وتشير التقاليد التلمودية عن انشاد هذا النشيد, اذا بدأ شخص في انشاد احد الاناشيد, كان من غير التقوي ان يتجاهله الاخرون, لذا كان يجب ان يشتركوا معه ويُـكموا الانشاد, حتي لو بدأ النشيد قلة, او كان مجرد طفل. لو بدأ شخص وقال "مبارك هو"  ترد الجموع "الآتي باسم الرب".
ومن جواب يسوع علي الفريسيين في (لو19: 40) يلمح الي (مز118) فيقول ان مُـنع التلاميذ عن التسبيح "فالحجارة تصرخ". وبالتحليل للايتين من (مز118: 21, 22) فان يسوع يشير الي ان من قيل عنه "استجبت لي و صرت لي خلاصا" في الاية 21, هو مطابق لـ "الحجر الذي رفضه البناؤون" في الاية 22. فلقد اردك الفريسيون ان الذين رفضوا تشير ضمنيا اليهم, بالاضافة الي دعوة يسوع انه سيصير رأسا ً للزاوية. وهذا اكد لهم خطورة يسوع وان عليهم اسكاته.

الشخصية الملكية المُـشار اليها في احد السعف
ان تكرار الاشارة الي الشخصية الملكية "ابن داود" (مت21: 9, 15), "مملكة ابينا داود" (مر11: 10), "مبارك الملك" (لو19: 38), "ملك اسرائيل" (يو12: 13). هذا التكرار كان يشير الي شخثية ملكية مسيانية, وكان هذا  معتاد في اليهودية وايضا ً في مخطوطات قمران. وحتي بدون هذه الاشارات فنبوة (زكريا9: 9)  قد القي عليها كتبة الاناجيل الضوء (مت21: 5, يو12: 15).
وايضا هناك تشابهاً قوياً لموقف حاكم جديد لاورشليم وتلويح الشعب بسعف النخيل, قد حدث مرتين, الاول عندما طهر يهوذا المكابي الهيكل واعاد تكريسه عام 165 ق.م, بعدما هزم انطيوخوس (2مك10: 6- 8). والمرة الثانية عندما اعلن سمعان المكابي نفسه حاكما ً علي اورشليم عام 141 ق.م (1مك13: 51). وقد حفظت هذه الاحداث في الوجدان الشعبي, وكان من المستحيل ان يكون قد فات كتبة الانجيل هذا الحدث او قارئي الانجيل تلك الرموز, ولو ان صورة الملك تلطفت بركوب جحشٍ بدلاً من فرس (مت21: 2- 7) وتظهر الرمزية بالنسبة ليهوذا المكابي لان دخول يسوع اورشيم تبعه تطهير الهيكل كما فعل يهوذا المكابي بعد ان دنس انطيوخس الهيكل.

احتفالات الحانوكاه وعيد المظال
هو الاحتفال باعادة تكريس الهيكل في 25 كسلو 165 ق.م ووصف العيد نجده مذكورا ً في سفر المكابيين:
" فعيدوا ثمانية ايام بفرح كما في عيد المظال و هم يذكرون كيف قضوا عيد المظال قبيل ذلك في الجبال و المغاور مثل وحوش البرية. و لذلك سبحوا لمن يسر تطهير هيكله و في ايديهم غصون ذات اوراق و افنان خضر و سعف" (2مك10: 6- 7)
ان احتفالات الحانوكاه تشبه احتفالات عيد المظال, او بعض المظاهر من عيد المظال. او يُـحتفل به خلال احدي الاحتفالات الاضافية لعيد المظال.
مع القرن الاول, اصبح الاحتفال بالحانوكاه, عيدا ً منفصلا ً, كما ذكر يوحنا البشير (يو10: 22) الذي دعاه "عيد التجديد", ربما كاختصار لـ "تكريس المذبح" (1مك4: 59). ولكن حتي بعد الاحتفال به كعيد خاص, فان ارتباطه بعيد المظال كان قد ترسخ بالفعل:
"وبعد فاذ كنا مزمعين ان نعيد عيد تطهير الهيكل في اليوم الخامس و العشرين من شهر كسلو راينا من الواجب ان نعلن اليكم ان تعيدوا انتم ايضا عيد المظال و النار التي ظهرت حين بنى نحميا الهيكل و المذبح و قدم الذبيحة" (1مك1: 18)
ومن المرجح انه بعد خراب الهيكل وفقدان الشمعدنات العملاقة, عاد احتفال الانوار ليعد الحانوكاه, الذي كان يحتفل به كمراسم عائلية وفي المجامع اليهودية. وتدريجيا ً بدأ يُـنسي الارتباط بين عيد المظال والحانوكاه. وظل فقط قليل من التشابه مثل, الهليل.

هل احد السعف يشبه عيد المظال او الحانوكاه؟
تحتوي روايات الانجيل عن احد السعف علي بعض التفاصيل التي تشبه الاحتفال بعيد المظال, والاحتفال المبكر للحانوكاه, اي الترتيل من المزمور 118 والتلويح بالاغصان. ولا يُـعتبر الركوب علي اتان او فرش الطريق بالثياب والاغصان, مظاهر من مظاهر العيد. برغم انها كانت ذكري للاحتفاء بسمعان ويهوذا المكابي (التي احتفلت بها الحانوكاه). وما اعقب ذلك من تطهير المسيح للهيكل مثل سمعان ويهوذا المكابي.
الا ان كتبة الانجيل تعمدوا عدم ذكر هذا التشبيه, رغم معرفة الناس الجيدة بهذا الحوداث, لان الرومان كانوا متخوفين من اي حماسة قومية.

                              دكتور ديفيد اينستون
استاذ الادب الرابيني والعهد الجديد- جامعة كمبريدج
عن مجلة مدرسة الاسكندرية العدد1: 87 - 105