الخميس، 12 أبريل 2012

آلام المسيح الخلاصية


آلام المسيح الخلاصية
للاب ليف جيلليه
يا سيدي هأنذا اقف تحت صليبك مع مريم امك، ومع التلميذ الذي كنت تحبه، ومع النسوة اللواتي بقين علي اخلاصهن (يو19 :25). واذا أتشجع الان انظر اليك، واتفرس في ذبيحتك، فأتعلم ما لم اعرف ان اكتسبته من كلمات الانجيل نفسها.
قدماك سُـمرتا الي الخشب، وصليبك هو المعصرة التي تعصر فيها الكرمة الحقيقية، ليس امامك مهرب من هذا المصير. بل اراك تنتظرني هناك علي موعد لقاء حددته لي. واذا سُـمرت بالصليب ربطت نفسك بهذا الانتظار. ومهما حدث من جهتي من تأخر في المقابلة فأنك باقٍ هناك في الموضع الذي اخترته لنفسك.

ذراعاك مبسوطتان مفتوحان، دعوة لكل الناس. ولن تغلقا ثانية لان المسامير في هذا الوضع … وضع الدعوة والعناق. وهما يناديان ’’تعال‘‘.

رأسك منكس، فقد خفضته في هدوء اذ قبلت واتممت المشيئة التي هي مشيئتك بقدر ما هي مشيئة الآب والروح، وهذه الانحناءة علامة طاعة لما تطلبته محبة الثالوث للبشرية، كمان انها تتجه نحو من هم اسفل الصليب … من احبوك، هم من صاحوا في وجهك ’’اصلب‘‘ه. ونحو من ينتظرون في انين متصل، ومن يبحثون عنك وهم لا يدرون.

عيناك مغلقتان، وفي مشهد باطني واحد تريان الآب والناس … فكينك كله يتحرك نحو الآب ونحو الناس كموضوعين لحبك.

الدم ينزف من جبينك ويديك، ومن جسدك المهشم … ويسيل ببطء في خطوط طويلة، وسيجري من جنبك ايضاً كما لو كان من قلب قد اعتصره ضغط المحبة المتألمة … وها الكسب ينسكب كتقدمة.

اكليل الشوك ادمي راسك، وكأ خطايا البشرية قد جُـمعت في هذه الدائرة، فتراكمت عليك اشواكاً. فكل خطايا البشر تجمعت معاً، وجاء الكاهن اليهودي ليضعها علي رأس الذبيحة … وهكذا  وضع الناس خطاياهم بأيديهم علي اكرم ما في جسدك، علي رأسك.

ولكني أري حول هذه الرأس اشعة من نور، فهناك هالة ذهبيةتحيط برأسك الدامي. وهذا ما يعطي معني للمشهد المؤلم، لاني ان لم ألحظ هذا النور فلسوف احفظ علي صورة ناقصة للمصلوب، فهو ايضاً رب ومخلّص.

يايسوع … لا استطيع ان اتكلم امام صليبك اكثر من هذا ولا ان افكر اكثر من هذا.وكل ما ارجوه ان تتغلغل صورتك في اعماقي، بقدر ما انظر اليك.ومع كل نسمة اتنسمها، وكل نبضة ينبض بها قلبي. فيا ايها المصلوب المضئ، ادخل صورتك الي اعماقي، وسمر نفسك في جسدي بروحي.اعطني ان احملك معي الي الابد، محتضناً اياك  بكل قوتي. ايها الحبيب، ومع ان كثيرين لن يفهموا شيئاً، وسوف يتحدثون عن تصورات مريضة، الا اننا معاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق