مراسيم
يوم الكفارة العظيم
1-
يوم الكفاره العظيم :
هو
اعظم ايام السنه اليهوديه, لان فيه رئيس الكهنه يكفر تكفيراً جماعياً عن نفسه وعن
الكهنه وعن الشعب كله وعن قدس الاقداس ودار الخيمة بجميع مشتملاتها وهذا التكفير
يعني غفران الخطايا. وهذا العيد الوحيد في السنه الذي كان رئيس الكهنه يضطلع فيه
العمل بنفسه وبمفرده, وهو ايضا اليوم الوحيد الذي يخلع فيه ملابسه الفاخره ويؤجي
خدمة التكفير بملابس من الكتان, كما انه اليوم الذي فرض فيه الصوم والتذلل في
شريعة موسي.
2-
الاستعداد للعيد:
كان
رئيس الكهنه يقضي السبعة ايام السابقه حيث يترك بيته ويعيش في حجرة في الهيكل ليعد
نفسه لهذا اليوم العظيم, وفي مدة هيكل سليمان كان شيوخ السنهدريم يلازمونه ويقراون
عليه اوامر الرب الخاصة بهذا اليوم مراراً وتكراراً وكان يمثلها حتي يحفظها جيداً
ويتدرب علي ادائها, وخلال هذه السبعه ايام كان يقوم بالخدمات اليومية الخاصة بالكهنه,
وفي الليله الاخيره السابقه للعيد كان يظل مستيقظاً طول الليل زياده في التاهب وحتي
لايعرض له حلم او عارض يدنس جسده, واذا غلب عليه النعاس كان رفقائه الكهنه والشيوخ
ينبهونه.
3-
طقوس الخدمه في يوم الكفاره: الخدمة الصباحيه الدئمه – خدمة يوم الكفاره –
خدمة تقديم الذبائح الاضافيه – الخدمة المسائيه
3_1 - الخدمة الصباحيه:
هي
الخدمة التي كانت تقام يومياً علي مدار السنه وكان الكهنه يقومون بها ولكن في يوم
الكفاره يقوم بها رئيس الكهنه, (في مدة اقامة الهيكل كان يلازم الهيكل كل اسبوع بالتناوب
فرقة من فرق الكهنه الاربع والعشرين التي رتبها داود, وعدد الكهنه بالفرقه اثنا
عشر كاهناً بالاضافة الي كاهن اخر يعتبر رئيساً للفرقه.(1 أي 24), وكان هولاء
الكهنه يستعدون في يوم الكفاره في الصباح الباكر حيث يامر رئيس الكهنه الكهنه برفع
التراب من علي مذبح المحرقه لاعداده للخدمه, ثم ياخذون رئيس الكهنه الي المغتسل
فيغسل جسمه كله ويلبس ملابسه الفاخره التي للمجد والبهاء, ويدخل الي القدس ويصلح
السرج ويرفع البخور, ثم يقدم المحرقة الدائمة المقررة يومياً في الصباح وهي خروف
حولي مع تقدمته عشر الدقيق الملتوت بربع الهين من الزيت المرضوض وسكيبه ربع الهين
من الخمر, كانت هذه تضاعف اذا كان اليوم سبت.
3_2 – خدمة الكفاره:
1- يخلع رئيس الكهنه ثيابه الفاخره ويتركها في مكانها في
القدس, ثم يخرج الي المغتسل ويغتسل ويلبس ملابس من الكتان. (ع4)
2- يعرض امام الرب
ذبيحة الكفاره عن نفسه وعن الكهنه وهي ثور من البقر, ويضع يديه علي راس الثور
ويعترف بخطاياه وخطايا الكهنه.
3- ثم يعرض امام الرب ذبائح الكفاره عن الشعب وهي تيسان من
المعز يلقي عليهما قرعه ليذبح الواحد ذبيحة الخطيه ويخصص الثاني لعزازيل. (ع7, 8)
4- يذبح الثور ويحتفظ احد الكهنه بجزء من دمه في اناء
ويحركه حتي لا يجمد. (ع11)
5- ياخذ رئيس الكهنه وعاء البخور والمجمرة ويدخل الي قدس
الاقداس للمرة الاولي ويبخر امام تابوت عهد الرب فيمتلئ قدس الاقداس بالبخور (ع12,
13)؛ ويخرج خارجاً تاركا المجمرة ووعاء البخور في قدس الاقداس.
6- ياخد من دم الثور ويدخل للمره الثانيه الي قدس الاقداس
وينضح علي غطاء التابوت وامامه ثم يخرج تاركاً وعاء الدم في القدس. (ع14)
7- يذبح تيس الخطيه امام باب الخيمه, وياخذ من دمه في وعاء
ويدخل الي قدس الاقداس لثالث مره وينضح ايضاً علي غطاء التابوت وامامه تكفيراٍ عن
الشعب, ويخرج الي القدس, حيث يمزج الباقي من دم التيس بالباقي من دم الثور.
8- يكفر بالدم الممزوج عن القدس ومحتوياته بالنضح من الدم
عليها, ثم يخرج الي دار الخيمه ويكفر بالدم ايضا عن مشتملاتها. (ع17- 19)
9- بقي دور التيس الحي حيث يضع عليه يديه ويعترف بخطايا
الجماعه ويرسله مع احد الاشخاص ليطلقه في البرية لعزازيل. (ع20- 22)
10- يدخل لرابع مرة الي قدس الاقداس حيث ياخذ المجمرة ووعاء
البخور ليضعهما في مكانهما الخاص, ويخرج الي القدس ويخلع ثياب الكتان ويضعهما في
مكانهما الخاص في القدس ويستعد للخدمة الثالثه. (ع23)
كان الثور وتيس الخطيه يحرقان خارج المحله والذين يحرقونهما (الثور والتيس)
والذي يطلق التيس الحي كانوا لايدخلون المحله الا بعد ان يغسلوا اجسادهم وملابسهم.
11- يغسل رئيس الكهنه جسده ويلبس ثيابه الفاخره من جديد
ويقدم محرقة العيد عن نفسه ومحرقة عن الشعب وكل منهما كبش من الغنم. (ع24)
3_3 خدمة الذبيحه الاضافية: ثم يقدم الذبائح عن نفسه والشعب
1- محرقات اضافيه وهي ثور وكبش وسبعة خراف حوليه وتقدمتها
ثلاثة اعشار دقيق ملتوت بالزيت عن الثور وعشران عن الكبش وعشر من كل خروف وسكائبها
من الخمر نصف الهين عن الثور وثلث الهين عن الكبش وربع الهين عن الخروف الواحد.
2- ذبيحة خطيه اخري من تيس من المعز. (وهذه الذبائح موضحه
في عد 29: 7- 11)
3_4 الخدمة المسائية:
وهي الخدمة اليوميه التي كانت تقام في المساء, وقرابينها مثل قرابين الصباح, وفي
يوم الكفاره كان رئيس الكهنه هو الذي يقوم ايضاً بهذه الخدمه وهو مرتد ملابسه
الفاخره.
4- عن تيس عزازيل: هناك عدة اراء عنه مثل
1. يقال انه نعت الشيطان بمعني المعزول او المُبعد عن شركة
مه اللـه والقديسين, وانه يسكن في الاماكن الخربه والبراري "اذا خرج الروح
النجس من الانسان يجتاز في اماكن ليس فيها ماء يطلب راحة و لا يجد" (مت12:
43)
2. يري بعض اليهود ان التيس دعي هكذا لوجود شيطان اسمه عزازيل,
وارسال التيس رمز الي ان خطايا الشعب قد سترت وغفرت بدم التيس المذبوح فان ارسال
التيس الثاني وهو حامل الخطايا المغفورة اعلان عن رفع الخطايا وبالتالي اخجال
الشيطان.
3. وهنا من يقول ان كلمة عزازيل مصدر بمعني الاطلاق بالنسبة
للتيس في البرية.
4. وايضا ان كلمة عزازيل مصدر ايضاً بمعني العزل والازاله,
لان التيس الثاني كان يحمل خطايا الشعب ويلقيها بعيداً وبهذا يعلن ان اللـه قد
غفرها وتركها.
5- ضرورة الكفاره :
اوضح اللـه لموسي ان
التكفير عملا لابد منه ولم يكن لهارون تن يدخل الي قدس الاقداس الا بالذبائح التي
قررها الوحي "بهذا يدخل هرون الى القدس بثور ابن بقر لذبيحة خطية و كبش لمحرقه"
(ع3), والكفاره هي للخطية التي ارتكباها ابوينا بسبب السقوط في الخطيه, وبالتالي
انتقال الخطيه الي جميع نسلهما وبذلك اصبحت البشرية تحت حكم الموت واللعنه, ولم
يكن في امكان انسان ان يدخل الي اقداس الله ويرث امجاد السماء ما لم تمح عنه هذه
الخطيه بالتكفير عنها, وكفر المسيح عنها كما قال الرسول بولس" و لكن الله بين
محبته لنا لانه و نحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا" (رو5 :8).
6- صانع الكفاره:
1-
رئيس
الكهنه نفسه, وهو اشاره الي السيد المسيح رئيس كهنتنا والذي قيل عنه"و كاهن
عظيم على بيت الله"(عب10: 21)
2-
كان
هارون او رئيس الكهنه يقوم بعمل التكفير من اوله الي اخره دون ان يدخل معه احد الي
القدس او قدس الاقداس, والمسيح هو الذي قام بعمل الفداء وحده ولم يكن في مقدور اي
كائن ان يقوم بوفاء العدل الالهي الا يسوع المسيح "و ليس باحد غيره الخلاص
لان ليس اسم اخر تحت السماء قد اعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص" (اع 4: 12),
وايضا "قد دست المعصرة وحدي و من الشعوب لم يكن معي احد فدستهم بغضبي و
وطئتهم بغيظي فرش عصيرهم على ثيابي فلطخت كل ملابسي" (اش63 :3)
3-
يوم
الكفاره هو اليوم الوحيد الذي يخلع فيه رئيس الكهنه ثياب المجد والبهاء ويلبس ثياب
الكتان (مثل باقي الكهنه).
4-
كان
هارون اذا دخل قدس الاقداس ينشر سحابة كثيفه من البخور العطر امام التابوت, وذلك
لكي لايري الغطاء بعينيه الذي يمثل عرش الله وعليه كل مجده يتجلي, يظل محجوبا عنه,
لان البشرية كانت لا تزال تحت اللعنه.
5-
كان
هارون ورؤساء الكهنه الذين جاءوا بعده مجرد بشر وكل منهم محاط بالضعف والخطيه,
لهذا لزم ان يقدم قربانه لا عن الشعب فقط بل عن نفسه ايضاً.
7- الدم كماده للتكفير:
1- كان التكفير عن هارون بثور البقر والتكفير عن الشعب
بالتيسين, وكان يدخل بدم الثور والتيس الاول الي قدس الاقداس وينضح منهم ايضا في
القدس وعن كل ما يشمل عليه في دار الخيمة الخارجيه. " بدون سفك دم لا تحصل
مغفره" (عب9: 22)
2- ولكن هل يا تري هذه الحيوانات كانت لها الكفاءة والقدره
في ذاتها علي مغفرة الخطيه؟
3- طبعا لا, وهذا من وجوه كثيره فالحيوانات ليست من جنس
البشر حتي تنوب عن البشر, كما انها لا تفي العدل الالهي الغير محدود, وما قيمة
حيوان يذبح ازاء عصيان الانسان للـه, فضلا علي ان موت هذه الحيوانات في موتها كانت
مجبره غير مريده ولا تملك الاراده علي هذا وانها الانسان الذي يذبحها بارادته. ومع
هذه الاعتبارات وغيرها فان اللـه فرض علي بني اسرائيل تقديمها كذبيحه وسُر بان
قبلها ويعطيها فاعليه في نظره لا من ذاتها لكنها كانت رمز وصوره للذبيحه الحقيقيه,
وقد اخذت هذه الذبائح عملها وفاعليتها من نفس ذبيحة المسيح التي كانت في قصد اللـه
من الازل.
4- التيسان : (أ) كان الاول يذبح رمزا ًالي التكفير عن
خطايا الشعب والثاني الذي يطلق يرمز الي حمل الخطية والذهاب بها بعيداً والتيسان
كانا ذبيحه واحده وقد عملا عملاً متكاملا.ً (ب) وايضا التيس الاول كان يؤتي بدمه
الي ما وراء الحجاب الي قدس الاقداس ويرش علي الغطاء المحجوب عن الابصار, والثاني
كان يطلق علانيه. (جـ) التيس الاول يذبح لمجد اللـه الذي اهانه الانسان, والثاني
يعلن الاطمئنان والارتياح لقلوب البشر لان خطاياهم قد كفر عنها. (د) رئيس الكهنه
كان يذبح التيس الاول دون ان يضع عليه للاعتراف بخطايا الشعب بينما التيس الثاني
تيس عزازيل كان يضع يده عليه ويعترف بخطايا الشعب
5- ان احراق الثور والتيس خارج المحله رمز واضح لصلب المسيح
وموته خارج اورشليم علي جبل الجلجثه.
والمجد لله دائما
18-11-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق