الجمعة، 6 يناير 2012

بانوراما الميلاد


الزمان سنة (4) او (5) ق.م , المكان مدينة بيت لحم

                   دخلت العائلة المقدسة المدينة مع اول خيوط الظلام التي تراخت علي مدينة داود, وقد تحاملت الاسرة بأسرها لتسافر هذه الرحلة, فالعذراء رغم انها في اخر ايام (لو2: 6) حملها احتملت واطاعت. والقديس يوسف رغم كبر سنه, اطاع وسافر  للاكتتاب ومعه خطيبته(لو2: 5). وقد اثبت طاعته بالهروب الي مصر (مت2: 14) وجددها حين قَبل العودة الي الناصرة (مت2: 23). ولقد وسُمي خادم السر العظيم لانه عاين وشهد وآمن.



                   اعدت السماء لميلاد رب المجد كل الوسائل لتصل البشري الساره الي كل اليهود وعلي كل المستويات. فالمجوس,  وهم علماء لدراسة الافلاك والنجوم, تركوا بلادهم في رحلة تقترب من ثلاثة اشهر ليصلوا الي اورشليم (مت2: 1), ومن هناك ارسلهم هيرودس المرعوب الي بيت لحم لان المسيح يُولد هناك (مت2: 9), ثم ظهر لهم هذا النجم وقادهم الي الطفل. وهذا النجم كان يتحرك من الشرق الي الغرب (عكس النجوم), وكان يظهر في النهار لامعاً اكثر من الشمس. فادرك المجوس ان هذا النجم لملك غير عادي, فاعدوا نفسهم للرحلة الطويلة, وجهزوا هداياهم التي تعبر عن طبيعة الملك الذين سوف يلاقوه.



 الملائكة ايضاً تظهر للرعاة تبشرهم بالخلاص وتنقل لهم فرح السماء. ولانهم لم يعتادوا  رؤية الملائكة, فنجدهم يخافون خوفاً عظيماً ولكن الملاك يطمئنهم ويفرحهم ويعدهم بالخلاص. ثم ظهرت ربوات القوات السمائية التي تهتف بنشيد العتق والخلاص لكل البشرية قائلة "المجد لله في الاعالي .. وعلي الارض السلام .. وبالناس المسرة" لو2: 14.



                   هكذا انتشر خبر ميلاد المخلص في كل المدينة, عن طريق رجال بسطاء كان كل عملهم هو تربية الخراف التي تُقدم كذبائح في هيكل اورشليم, وعن طريق رجال العلم والفلك الذين زاروا المدينة, وبعد ان تبعوا النجم طيلة هذه الشهور نجدهم يتركون مرشدهم السمائي ويتبعوا احسساهم الطبيعي ويذهبوا لقصر هيرودس. وهيهات, فدخولهم القصر كان كخروجهم, وحين شعروا بالاحتياج للمعونة رفعوا نظرهم مرة اخري الي مرشدهم فأنار لهم كعادته وسار بهم الي حيث الطفل يسوع.

                   المجوس والرعاة مع طغمات الملائكة, تجمعوا في هذا المزود, الذي تحول لكنيسة "كنيسة المهد" علي يد الامبراطور قسطنطين. وهناك حيث تجسدت الكلمة الالهية, ونالت البشرية اولي عطاياها ودعيت الي الحياة مرة اخري. وقص المجوس قصة نجمهم وسجدوا للملك المسيح وقدموا هداياهم. وقص الرعاة قصة الملاك الذي بشرهم. وكانت الام العذراء مريم "تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها" لو2: 19.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق